أكدت المدير العام للتعليم بمحافظة جدة، منال بنت مبارك اللهيبي، أن الارتقاء بنواتج التعلّم يمثل مسؤولية تضامنية تستدعي تكاملاً مؤسسياً عميقاً بين كافة أركان العملية التعليمية. وشددت على أن إدارة تعليم جدة تزخر بالكوادر البشرية المؤهلة والممكنات المهنية المتطورة التي تؤهلها لإحداث نقلة نوعية ملموسة في الأداء المدرسي ونتائج الطلبة خلال العام الدراسي الحالي.
سياق اختبارات «نافس» وأهميتها الوطنية
تأتي هذه التحركات في إطار الاهتمام المتزايد باختبارات «نافس» الوطنية، التي تنفذها هيئة تقويم التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية. وتعد هذه الاختبارات أداة قياس معيارية تهدف إلى تقويم التحصيل التعليمي للطلبة في المدارس، وتوفير بيانات دقيقة لصناع القرار حول مستوى الأداء التعليمي. وتكتسب هذه الاختبارات أهمية قصوى كونها مؤشراً حقيقياً لمدى جودة المخرجات التعليمية ومواءمتها مع المستهدفات الوطنية، مما يساعد في ردم الفجوة بين الأداء الحالي والمأمول.
لقاء القيادات وتحليل البيانات
جاءت تصريحات «اللهيبي» خلال اللقاء الثاني لمديري ومديرات المدارس للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة (الحكومية والأهلية)، الذي نظمته الإدارة العامة للتعليم بجدة على مسرح أكاديمية وعد. وشهد اللقاء حضور المساعدين للشؤون التعليمية والخدمات ونخبة من القيادات التربوية، حيث تم استعراض ورقة عمل رئيسة تضمنت قراءة تحليلية دقيقة لنتائج تعليم جدة في اختبارات «نافس» مقارنة بالمؤشر الوطني.
وركزت الورقة على تحديد الفجوات بدقة ووضع أولويات للتحسين، مع استعراض الممكنات الأساسية لرفع الجودة، والتي تشمل تطوير القيادة المدرسية، تعزيز الحوكمة، واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات، فضلاً عن تحسين الممارسات الصفية ورفع كفاءة عمليات الإشراف والمتابعة.
التوافق مع رؤية المملكة 2030
وينسجم هذا الحراك التعليمي في جدة مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج رؤية المملكة 2030، الذي يسعى لتعزيز تنافسية المواطن السعودي عالمياً. فتحسين نواتج التعلم لا ينعكس فقط على الدرجات العلمية، بل يمتد تأثيره لرفع تصنيف المملكة في المؤشرات الدولية للتعليم، وتخريج جيل يمتلك المهارات والمعارف اللازمة لسوق العمل المستقبلي.
منهجيات التحسين المستمر
ناقش اللقاء آليات تفعيل دور القيادات المدرسية في تحسين النواتج وفق دورة التحسين المستمر (PDCA)، وهي منهجية إدارية عالمية تعتمد على التخطيط، التنفيذ، التحقق، ثم التصحيح. كما تم التطرق إلى أهمية تعزيز الاستعداد للاختبارات الوطنية والدولية، وإبراز دور التوجيه الطلابي في الجوانب الوقائية والعلاجية والنمائية لرفع التحصيل الدراسي.
واختتم اللقاء بعرض نماذج عملية لبناء خطط التحسين المدرسي عبر المنصات الرقمية المعتمدة، مع توضيح آليات التنفيذ والمتابعة، وربط الممارسات اليومية بخدمات دعم التميز، لضمان تحقيق أثر مستدام في الميدان التربوي.