في أول ظهور تاريخي له ببطولة كأس العرب 2025 المقامة في قطر، يدخل منتخب جزر القمر، الملقب بـ”أسماك السيلاكانث”، المنافسة بطموحات كبيرة رغم التحديات. وعلى الرغم من الخسارة التي مُني بها في مستهل مشواره أمام المنتخب المغربي بنتيجة 3–1 يوم الثلاثاء الماضي، في افتتاح مباريات المجموعة التي تضم أيضًا السعودية وعُمان، إلا أن الفريق أظهر لمحات واعدة تعكس تطوره الكبير.
ويستعد المنتخب القُمري لخوض ثاني مبارياته المصيرية حين يواجه المنتخب الوطني السعودي يوم الجمعة المقبل، في لقاء حاسم يبحث خلاله عن حصد أولى نقاطه في هذه المسابقة التاريخية بالنسبة له، وتأكيد أحقيته في التواجد بين كبار المنتخبات العربية.
السياق التاريخي وصعود كرة القدم القمرية
يُعد حضور جزر القمر في النسخة الحالية إنجازًا مهمًا بحد ذاته، وهو تتويج لسنوات من العمل الدؤوب لتطوير منظومة كرة القدم في البلاد. تأسس الاتحاد القمري لكرة القدم عام 1979، لكنه لم ينضم رسميًا إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حتى عام 2005، مما يفسر حداثة عهده على الساحة الدولية. الانطلاقة الحقيقية للمنتخب بدأت مع مشروع طموح اعتمد بشكل أساسي على استقطاب اللاعبين من أبناء الجالية القمرية الكبيرة في فرنسا، وهي الاستراتيجية التي أثمرت عن بناء فريق تنافسي قادر على مقارعة الكبار.
أهمية الحدث وتأثيره: من إنجاز أفريقيا إلى كأس العرب
جاءت المشاركة في كأس العرب 2025 استكمالًا للنجاحات التي حققها المنتخب مؤخرًا، وأبرزها التأهل التاريخي إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2021 لأول مرة في تاريخه. في تلك البطولة، خطف منتخب جزر القمر أنظار العالم بأسره، ليس فقط بفوزه المذهل على منتخب غانا (3-2) وتأهله إلى دور الـ16، بل بروحه القتالية العالية في مواجهة الكاميرون (البلد المضيف)، حين اضطر للعب بحارس مرمى غير متخصص ولكنه قدم أداءً بطوليًا نال احترام الجميع. هذه المشاركة منحت الفريق ثقة وخبرة دولية، ورفعت سقف طموحاته، وجعلت منه خصمًا لا يستهان به.
معلومات عن منتخب جزر القمر وقوته الضاربة
يعتمد المنتخب على مجموعة من اللاعبين الذين ينشط معظمهم في الدوريات الأوروبية، إلى جانب لاعبين محليين. ويبرز اسم الهداف التاريخي الفردو بن بنوهان، الذي سجل 14 هدفًا، والقائد يوسف مشنغاما، الأكثر خوضًا للمباريات الدولية بـ59 مباراة. ويعكس تصنيف الفيفا لشهر نوفمبر، الذي وضعهم في المرتبة 112 عالميًا (أفضل تصنيف في تاريخهم)، القفزة النوعية التي حققوها بعد أن كانوا في المركز 207 عام 2006. تحت قيادة المدرب المدغشقي حمادي جمباي، تتركز قوة الفريق في سرعة لاعبيه على الأطراف، والانضباط التكتيكي، والاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة والكرات الثابتة التي تشكل سلاحًا فعالًا، وهو ما مكنهم من تسجيل هدفهم الأول في البطولة رغم الخسارة أمام المغرب.