أكد سامي الطرابلسي، المدير الفني للمنتخب التونسي، على ثقته الكاملة في قدرة لاعبيه على تجاوز الكبوة الأولى والذهاب بعيدًا في بطولة كأس العرب 2021 المقامة في قطر. جاءت تصريحات الطرابلسي خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق المواجهة الحاسمة في الجولة الثانية من دور المجموعات، في محاولة لرفع الروح المعنوية للفريق والجماهير بعد الخسارة المفاجئة أمام المنتخب السوري.
صدمة البداية والخلفية التاريخية للبطولة
دخل المنتخب التونسي، المعروف بلقب “نسور قرطاج”، البطولة كأحد أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، نظرًا لتاريخه الكروي العريق وتصنيفه المتقدم. إلا أن الفريق تلقى صفعة قوية في مباراته الافتتاحية بالمجموعة الثانية، حيث خسر أمام المنتخب السوري بنتيجة 2-0، في نتيجة اعتبرت من أكبر مفاجآت الجولة الأولى. هذه الخسارة وضعت الفريق التونسي في موقف حرج، وأثارت قلق الجماهير حول مستقبل الفريق في البطولة التي تحظى بأهمية كبيرة كونها تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لأول مرة بهذا الزخم، وتعتبر بروفة مصغرة لكأس العالم 2022.
تصريحات الطرابلسي.. تدارك نفسي وثقة بالمستقبل
في حديثه لوسائل الإعلام، لم ينكر الطرابلسي وقع الصدمة، حيث قال: “الشوط الأول أمام سوريا كان ‘صدمة’، لم نشهد تواجد الخصم أمام مرمانا ولم يشكّل تهديدًا”. وأوضح أن الهدف السوري جاء نتيجة خطأ فردي، معتبرًا أن هذه هي “أحكام الكورة”. لكنه شدد على الجانب الإيجابي، قائلًا: “التحضير لمباراة سوريا كان في ظل ظروف صعبة، والنتيجة السلبية تسببت بالحسرة والأسف للاعبين، وخلال هذين اليومين، تم تدارك الأمر على المستوى النفسي والذهني”. وأضاف بثقة: “الجاهزية البدنية والذهنية ستكون حاضرة بإذن الله في المباراة المقبلة”.
أهمية المواجهة المقبلة والتأثير الإقليمي
أصبحت مباراة تونس التالية في دور المجموعات بمثابة “مباراة عنق الزجاجة”، حيث كان الفوز هو الخيار الوحيد للحفاظ على آمال التأهل إلى الدور ربع النهائي. أي نتيجة أخرى كانت ستعني خروجًا مبكرًا ومخيبًا للآمال لأحد عمالقة الكرة الإفريقية والعربية. على الصعيد الإقليمي، كانت الأنظار تتجه نحو أداء المنتخبات الكبرى مثل تونس والجزائر ومصر والمغرب، حيث تمثل البطولة منصة لإظهار قوة الكرة العربية وتطورها على الساحة الدولية، خاصة وأنها تقام على الملاعب المونديالية.
نظرة مستقبلية وتأكيد على القدرات
ختم الطرابلسي حديثه بنبرة متفائلة، مؤكدًا أن الشعور السائد داخل معسكر الفريق هو القدرة على التعويض. وقال: “جميع اللاعبين يشعرون بأنهم قادرين على الفوز والذهاب بعيدًا في البطولة. علينا تدارك الخسارة ونسيانها والتركيز على المستقبل”. وبالفعل، صدقت رؤية الطرابلسي لاحقًا، حيث نجح المنتخب التونسي في النهوض من كبوته، وحقق انتصارات متتالية أوصلته إلى المباراة النهائية للبطولة، مما أثبت المعدن الحقيقي لنسور قرطاج وقدرتهم على تحويل التحديات إلى نجاحات.