في خطوة استراتيجية لتعزيز الكفاءات القيادية، أطلقت جمعية الكشافة العربية السعودية أعمال دورة “إدارة المشاريع الكشفية” في مدينة جدة، والتي تُعقد في مقر بيت الطالب. يشارك في هذه الدورة النوعية 50 متدرباً من قادة ومشرفي النشاط الكشفي يمثلون مختلف القطاعات والإدارات التعليمية في المملكة، مما يعكس حرص الجمعية على تأهيل كوادرها وفق أعلى المعايير المهنية.
السياق العام: تطوير العمل الكشفي ليتوافق مع رؤية 2030
تأتي هذه الدورة ضمن إطار التحول المؤسسي الذي تشهده الحركة الكشفية في المملكة العربية السعودية، والتي تسعى للانتقال من الأنشطة التقليدية إلى مشاريع تنموية مستدامة ذات أثر مجتمعي ملموس. ينسجم هذا التوجه بشكل مباشر مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تركز على تمكين الشباب، وتنمية مهاراتهم، وتعزيز ثقافة العمل التطوعي والمؤسسي. فالحركة الكشفية، التي تأسست في المملكة عام 1937، تمتلك تاريخاً عريقاً في بناء شخصية النشء والشباب، وتعمل اليوم على تحديث أدواتها لتواكب متطلبات العصر وتساهم بفعالية أكبر في التنمية الوطنية.
أهمية الحدث وتأثيره المتوقع
أوضح مفوض تنمية القيادات بأمانة الجمعية، الأستاذ محمد السويد، أن الهدف الأساسي للدورة هو تزويد القادة الكشفيين بالمعارف والمهارات اللازمة لإدارة المشاريع بأسلوب احترافي. وأضاف أن البرنامج التدريبي يركز على تمكين المشاركين من تحويل المبادرات والبرامج الكشفية إلى مشاريع متكاملة الأركان، قابلة للقياس والتطوير. ويشمل ذلك تعزيز مهارات التخطيط الاستراتيجي، وإدارة الموارد المالية والبشرية بكفاءة، وقياس الأثر، وإدارة المخاطر. ومن المتوقع أن ينعكس هذا التأهيل بشكل إيجابي ومباشر على جودة الأنشطة والبرامج المقدمة لأكثر من 200 ألف كشاف في المملكة.
محاور الدورة ومنهجيات عالمية
تستعرض الدورة مجموعة من المحاور العلمية المستقاة من أفضل الممارسات العالمية في إدارة المشاريع، حيث يتعرف المتدربون على منهجيات حديثة، وأدوار ومسؤوليات مدير المشروع، وكيفية إدارة نطاق المشروع وتكاليفه وجدوله الزمني. كما تتناول الدورة بالتفصيل مجالات حيوية مثل إدارة الجودة، والاتصالات، والمشتريات، وكيفية التعامل مع أصحاب المصلحة. ويقدم هذه المحاور نخبة من الخبراء المعتمدين في إدارة المشاريع، مما يضمن تحقيق أقصى استفادة للمشاركين. على الصعيد الإقليمي، تضع هذه المبادرات جمعية الكشافة السعودية في طليعة الجمعيات الكشفية العربية التي تتبنى الفكر الإداري الحديث، مما قد يلهم حركات كشفية أخرى في المنطقة لتبني برامج مماثلة.