مبادرة جذور: تحويل مخلفات النخيل لمنتجات حرفية بالأحساء

اكتشف كيف تهدف مبادرة 'جُذُور' بالأحساء، التي أطلقها المركز الوطني للنخيل، إلى تحويل مخلفات النخيل لمنتجات حرفية مستدامة، مما يعزز الاقتصاد ويحمي البيئة.
ديسمبر 3, 2025
6 mins read
مبادرة جذور: تحويل مخلفات النخيل لمنتجات حرفية بالأحساء

مبادرة رائدة لتحقيق الاستدامة وحفظ التراث

أعلن المركز الوطني للنخيل والتمور عن إطلاق مبادرة “جُذُور” النوعية في محافظة الأحساء، والتي تمثل نموذجاً اقتصادياً مبتكراً يهدف إلى تحويل المتبقيات الزراعية لأشجار النخيل إلى منتجات حرفية ذات قيمة ثقافية وسوقية عالية. تأتي هذه الخطوة، التي دشنها وزير البيئة والمياه والزراعة، المهندس عبد الرحمن الفضلي، على هامش المعرض الدولي للتمور بالرياض، كجزء من استراتيجية وطنية أوسع لتعزيز مفهوم الاقتصاد الدائري وتحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية للمملكة.

الأحساء: تاريخ عريق وجذور ممتدة مع النخلة

لم يكن اختيار الأحساء لإطلاق هذه المبادرة من قبيل الصدفة. فالأحساء، التي تعد أكبر واحة نخيل في العالم وموقعاً مسجلاً في قائمة التراث العالمي لليونسكو، ترتبط بتاريخ طويل وعميق مع شجرة النخيل. على مر العصور، شكلت النخلة عصب الحياة للسكان، حيث لم تكن مصدراً للغذاء فقط، بل كانت جميع أجزائها تستخدم في صناعة الأدوات المنزلية ومواد البناء والحرف اليدوية. مبادرة “جُذُور” تأتي اليوم لإحياء هذا الإرث العظيم، وإعادة الاعتبار للحرف التقليدية المرتبطة بالنخيل، وتقديمها للعالم في حلة عصرية ومبتكرة.

أهداف استراتيجية تتماشى مع رؤية 2030

تتجاوز أهداف المبادرة مجرد إعادة التدوير، لتلامس أبعاداً اقتصادية وبيئية وثقافية هامة. فمن خلال تحويل مخلفات النخيل، التي كانت تشكل عبئاً بيئياً، إلى مواد أولية لصناعات إبداعية، تساهم “جُذُور” بشكل مباشر في حماية البيئة وتقليل النفايات. اقتصادياً، تعمل المبادرة على خلق فرص عمل جديدة ومستدامة للحرفيين والحرفيات، وتمكينهم من خلال التدريب والتأهيل، مما يدعم التنمية المحلية ويتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030 في تنويع مصادر الدخل وتعزيز الصناعات غير النفطية.

شراكة استراتيجية وآلية عمل طموحة

لضمان نجاح المبادرة وتحقيق أهدافها، تم عقد شراكة استراتيجية مع هيئة التراث. وفي هذا السياق، أكد مدير فرع الهيئة بالأحساء، محمد المطرودي، أن الهيئة ستقدم الدعم الفني والاستشاري اللازم لتطوير تصاميم المنتجات بما يضمن أصالتها التراثية وجودتها الفنية العالية. وتعتمد آلية التنفيذ على مسارين متكاملين: يبدأ الأول بمرحلة “النواة” في “بيت الحرفيين” بالأحساء، حيث يتم تدريب وتأهيل الحرفيين. أما المسار الثاني، فيهدف إلى التوسع عبر تأسيس وحدة إنتاج تجارية لضمان استمرارية الإنتاج وتلبية طلبات السوق، وخلق علامة تجارية سعودية فاخرة مستلهمة من تراث النخيل.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

المنتخب الأمريكي يواجه عمالقة أوروبا استعداداً لمونديال 2026
Previous Story

المنتخب الأمريكي يواجه عمالقة أوروبا استعداداً لمونديال 2026

سهم المراعي: استقرار بعد استقالة الرئيس التنفيذي وتوقعات المستقبل
Next Story

سهم المراعي: استقرار بعد استقالة الرئيس التنفيذي وتوقعات المستقبل

Latest from اخبار محلية

أذهب إلىالأعلى