تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم يوم الجمعة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث ستُجرى قرعة نهائيات كأس العالم 2026، التي تعد النسخة الأضخم والأكثر شمولاً في تاريخ البطولة. هذه النسخة لا تمثل فقط حدثاً رياضياً كبيراً، بل علامة فارقة في تاريخ المونديال، حيث تقام بتنظيم مشترك بين ثلاث دول لأول مرة، هي الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وبمشاركة 48 منتخباً، في زيادة تاريخية عن نظام الـ32 منتخباً الذي استمر منذ نسخة 1998.
خلفية تاريخية وتطور البطولة
يأتي هذا التوسع كخطوة طبيعية في تطور كأس العالم، الذي بدأ بـ13 فريقاً فقط في نسخته الأولى عام 1930. شهدت البطولة توسعات عدة، أبرزها الانتقال إلى 24 منتخباً عام 1982، ثم إلى 32 منتخباً في مونديال فرنسا 1998. يهدف النظام الجديد بمشاركة 48 منتخباً، الذي أقره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إلى منح فرصة أكبر لدول من مختلف القارات للمشاركة في الحدث العالمي، مما يعزز من شعبية اللعبة وانتشارها عالمياً. كما يعيد التنظيم المشترك إلى الأذهان تجربة مونديال 2002 الناجحة بين كوريا الجنوبية واليابان، لكن نسخة 2026 تتفوق عليها من حيث النطاق الجغرافي واللوجستي الهائل الممتد عبر قارة أمريكا الشمالية.
أهمية الحدث وتأثيره المتوقع
من المتوقع أن يكون لهذه البطولة تأثير اقتصادي وثقافي هائل على الدول المضيفة. فعلى الصعيد المحلي، ستشهد المدن المستضيفة الـ16 (11 في الولايات المتحدة، 3 في المكسيك، و2 في كندا) انتعاشاً سياحياً كبيراً وتطويراً للبنية التحتية. وعلى الصعيد الإقليمي، يمثل المونديال فرصة لتعزيز العلاقات بين الدول الثلاث. أما دولياً، فإن زيادة عدد المقاعد المخصصة لقارات مثل آسيا وإفريقيا وأمريكا الشمالية والوسطى، يفتح الباب أمام منتخبات جديدة للمشاركة لأول مرة، مثل الرأس الأخضر والأردن وكوراساو، مما يثري البطولة بتنوع ثقافي وكروي غير مسبوق.
تفاصيل القرعة والمنتخبات المشاركة
سيتم توزيع المنتخبات الـ48 على 12 مجموعة، تضم كل منها أربعة فرق. ويضم التصنيف الأول منتخبات قوية مثل الأرجنتين حاملة اللقب، والدول المضيفة الثلاث، إلى جانب عمالقة اللعبة كالبرازيل، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، وإنكلترا. ويُنتظر أن يلعب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دوراً بارزاً في الحفل، مما يعكس العلاقة الوثيقة بينه وبين رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، ورغبته في جعل المونديال حدثاً محورياً يتزامن مع احتفالات الذكرى الـ250 لاستقلال الولايات المتحدة.
نجوم ومباريات مرتقبة
تترقب الجماهير ما إذا كان الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي سيبلغ 41 عاماً، سيشارك في سادس مونديال له، في محاولة أخيرة للفوز باللقب العالمي. في المقابل، تسعى منتخبات عريقة مثل إيطاليا، بطلة العالم أربع مرات، لتجنب الغياب للمرة الثالثة على التوالي، حيث لا يزال أمامها فرصة للتأهل عبر الملحق الأوروبي. ستقام المباراة الافتتاحية على ملعب أستيكا الأسطوري في مكسيكو سيتي، بينما سيحتضن ملعب “ميتلايف” في نيوجيرسي المباراة النهائية في 19 يوليو. ورغم حماس الجماهير، هناك مخاوف متزايدة من ارتفاع أسعار التذاكر بشكل كبير، خاصة مع اعتماد الفيفا نظام التسعير الديناميكي، حيث وصلت أسعار تذاكر النهائي في مواقع إعادة البيع إلى آلاف الدولارات.