مواجهات حاسمة ترسم ملامح المجموعة الأولى في كأس العرب 2025
تتجه أنظار عشاق كرة القدم العربية، الخميس، صوب منافسات الجولة الثانية من المجموعة الأولى لبطولة كأس العرب 2025، التي تستضيفها قطر، حيث تُقام مواجهتان حاسمتان قد ترسمان بشكل كبير ملامح المتأهلين إلى الدور ربع النهائي. في المباراة الأولى، يبحث المنتخب القطري، صاحب الأرض والجمهور، عن تعويض خسارته الافتتاحية المفاجئة وتصحيح المسار عندما يصطدم بمنتخب سوريا المنتشي بفوزه الثمين على تونس. وفي المباراة الثانية، يسعى المنتخب الفلسطيني لمواصلة انطلاقته المذهلة وتحقيق إنجاز غير مسبوق بالتأهل، وذلك على حساب منتخب تونس الجريح الذي لا يملك أي خيار سوى الفوز.
خلفية البطولة وأهميتها الإقليمية
تعود بطولة كأس العرب، التي أصبحت تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لتؤكد مكانتها كأهم حدث كروي على مستوى المنتخبات في المنطقة. بعد النجاح الباهر لنسخة 2021 التي استضافتها قطر وشكلت بروفة مثالية لكأس العالم 2022، تكتسب النسخة الحالية أهمية مضاعفة. فهي لا تمثل فقط منصة للتنافس على لقب مرموق، بل هي أيضاً فرصة للمنتخبات لاختبار قوتها، وتأكيد هيمنتها الإقليمية، وإعداد أجيال جديدة من اللاعبين للمنافسات القارية والدولية المقبلة. بالنسبة لقطر، حاملة لقب كأس آسيا في آخر نسختين، تمثل البطولة اختباراً حقيقياً لقدرتها على الحفاظ على مكانتها كقوة كروية رائدة في القارة.
قطر.. مهمة تجنب الحسابات المعقدة
يدخل المنتخب القطري المباراة وهو تحت ضغط كبير. السقوط المفاجئ أمام فلسطين بهدف في الوقت القاتل وضع “العنّابي” في موقف لا يُحسد عليه، حيث بات مطالباً بالفوز لتجنب الدخول في حسابات معقدة قد تطيح به خارج البطولة مبكراً. وأقر المدرب الإسباني جولن لوبيتيغي بأن الخسارة كانت “درساً قاسياً”، محمّلاً اللاعبين مسؤولية عدم تقديم الصورة المأمولة. وقال: “لم نكن مركزين ولم نجد النجاعة والتأثير الهجومي الفاعل، رغم السيطرة على الكرة”. ويُعول لوبيتيغي على قدرات نجمه الأول أكرم عفيف، أفضل لاعب في آسيا، لقيادة الفريق نحو الإنقاذ، مع إمكانية الدفع بالبرازيلي الأصل إدميلسون جونيور أساسياً لزيادة الفعالية الهجومية، بينما سيفتقد الفريق لخدمات لاعب الوسط عاصم مادبو بسبب الإصابة.
سوريا.. بمعنويات مرتفعة وأسلوب واقعي
على النقيض تماماً، يدخل منتخب “نسور قاسيون” المباراة بمعنويات في السماء بعد فوزه الهام على تونس بهدف نظيف. يقود المدرب الإسباني خوسيه لانا فريقه بأسلوب تكتيكي واقعي أثبت نجاعته، حيث يعتمد على التنظيم الدفاعي المحكم والتحولات الهجومية السريعة. وأكد لانا أن “الواقعية قادتنا إلى فوز هام”، مشيراً إلى أن فريقه سيواصل بنفس التركيز الذهني العالي. ويبرز في صفوف المنتخب السوري عمر خريبين، لاعب الوحدة الإماراتي وصاحب هدف الفوز على تونس من ركلة حرة رائعة، إلى جانب محمود المواس الذي يمتلك خبرة كبيرة بالكرة القطرية، مما يمنح سوريا أسلحة قادرة على تهديد مرمى أصحاب الأرض.
فلسطين.. على أعتاب إنجاز تاريخي
في المباراة الأخرى، يعيش المنتخب الفلسطيني حالة من الحلم بعد فوزه التاريخي على قطر. ويطمح “الفدائي” بقيادة مدربه إيهاب أبو جزر إلى استغلال هذه الدفعة المعنوية الهائلة لتحقيق فوز ثانٍ على تونس، قد يضمن له التأهل إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته بالبطولة. وقال نجمه مصطفى زيدان: “جئنا إلى هنا ليس فقط للمشاركة، جئنا بطموح كبير”. تعتمد فلسطين على الروح القتالية العالية للاعبيها ورغبتهم في توجيه رسائل إيجابية عبر كرة القدم، بالإضافة إلى القدرات الفنية لنجوم مثل عدي الدباغ وتامر صيام، اللذين شكلا خطورة كبيرة على مرمى قطر.
تونس.. لتضميد الجراح واستعادة الهيبة
يجد منتخب “نسور قرطاج” نفسه في موقف حرج، حيث يتوجب عليه تحقيق الفوز للحفاظ على آماله. المدرب سامي طرابلسي يواجه ضغوطاً متزايدة لتحسين أداء الفريق بعد الصدمة الأولى. ورغم الغيابات المؤثرة في صفوفه لنجوم محترفين في أوروبا، يعتمد الطرابلسي على خبرة لاعبي الدوري المحلي، مؤكداً أن فريقه سيتجاوز هذه الكبوة. ستكون المواجهة ضد فلسطين اختباراً صعباً لقدرة تونس على التعامل مع الضغوط واستعادة هيبتها كأحد أقوى المنتخبات في أفريقيا والعالم العربي.
