مهرجان الوليمة: لقاء الطهاة الأول يرسم مستقبل المطبخ السعودي

في نسخته الخامسة، يستضيف مهرجان الوليمة للطعام السعودي اللقاء السنوي الأول للطهاة بتنظيم هيئة فنون الطهي، بهدف تمكين القطاع وتعزيز الهوية السعودية عالميًا.
ديسمبر 3, 2025
9 mins read
مهرجان الوليمة: لقاء الطهاة الأول يرسم مستقبل المطبخ السعودي

منصة رائدة لصناعة مستقبل الطهي السعودي

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي والغذائي في المملكة، شهدت النسخة الخامسة من مهرجان “الوليمة للطعام السعودي”، الذي تنظمه هيئة فنون الطهي في رحاب جامعة الملك سعود، انعقاد “اللقاء السنوي الأول للطهاة”. جمعت هذه الفعالية الرائدة نخبة من الطهاة السعوديين المرموقين والخبراء في قطاع الطهي، لتشكل منصة مهنية حيوية نوقشت خلالها رؤى وتطلعات مستقبل المطبخ السعودي ودوره المتنامي على الساحتين المحلية والدولية.

خلفية تاريخية وسياق رؤية 2030

يأتي هذا اللقاء في سياق تحول وطني شامل تقوده رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً كبيراً بالصناعات الثقافية والإبداعية كأحد روافد تنويع الاقتصاد الوطني. ومنذ تأسيس هيئة فنون الطهي، انطلقت جهود حثيثة لتنظيم القطاع والارتقاء به، وتحويل المطبخ السعودي من مجرد موروث شعبي إلى صناعة احترافية ومنتج ثقافي قادر على المنافسة عالمياً. ويعد مهرجان الوليمة، الذي وصل إلى نسخته الخامسة، أحد أبرز ثمار هذه الجهود، حيث أصبح حدثاً سنوياً ينتظره المهتمون للاحتفاء بتنوع وغنى المائدة السعودية.

مبادرات هيئة فنون الطهي لتمكين القطاع

خلال اللقاء، استعرضت هيئة فنون الطهي دورها المحوري في تنمية القطاع عبر تقديم نظرة شاملة حول برامجها المتنوعة. وشمل ذلك مبادرات بناء القدرات وتطوير المواهب الشابة، ورفع كفاءة العاملين في مختلف مجالات الطهي. كما تم تسليط الضوء على المبادرات الداعمة للأفراد والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع مشاركتهم في الفعاليات المحلية والعالمية، بهدف خلق بيئة مهنية محفزة تسهم في تطوير الخبرات وزيادة التنافسية. وتم التعريف بـ”مجلس الطهاة السعودي” كذراع رئيسي لتمكين الطهاة وتوثيق الروابط المهنية بينهم، ودعم تمثيلهم في المحافل الدولية.

ورش عمل تفاعلية: بين الأصالة والتجديد

شهد اللقاء تنظيم ورشة عمل تفاعلية، حيث انقسم الطهاة إلى مجموعات لمناقشة قضايا جوهرية. تركزت الحوارات حول سبل الحفاظ على تراث الطهي السعودي العريق وضمان نقله للأجيال الجديدة، مع استكشاف أساليب مبتكرة لتطوير هوية معاصرة للأطباق السعودية في طرق التقديم والعرض، بما يواكب الذائقة الحديثة ويعكس التطور الذي يشهده القطاع. وبحثت الورشة سبل تعزيز الحضور العالمي للمطبخ السعودي، وكيفية الارتقاء بمكانته لينافس المطابخ العالمية الكبرى.

أهمية استدامة المكونات المحلية وتأثيرها

تطرق المشاركون بعمق إلى أهمية استدامة المكونات المحلية ودعم سلاسل الإنتاج الغذائي الوطني. وأكدوا أن الاعتماد على المنتجات المحلية لا يعزز الاقتصاد الوطني ويدعم المزارعين فحسب، بل يمثل أيضاً ركيزة أساسية في بناء هوية طهي فريدة وأصيلة. إن استخدام المكونات المحلية يضمن تقديم تجربة طعام لا يمكن تكرارها، مما يعزز من جاذبية المملكة كوجهة للسياحة الغذائية، وينسجم مع التوجهات العالمية نحو الاستدامة والجودة.

التأثير المتوقع: من المحلية إلى العالمية

يُعد هذا اللقاء الأول من نوعه خطوة تأسيسية نحو بناء منظومة متكاملة ومستدامة لقطاع الطهي. على المستوى المحلي، يسهم في خلق شبكة مهنية قوية بين الطهاة، مما يحفز الابتكار وتبادل الخبرات. أما على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإنه يمهد الطريق لتقديم المطبخ السعودي كأداة من أدوات “الدبلوماسية الثقافية”، التي تعرّف العالم بثقافة المملكة وتاريخها الغني، وتدعم مستهدفات رؤية 2030 في جعل السعودية وجهة سياحية وثقافية عالمية.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

استراتيجية الدين السعودية: تمويل رؤية 2030 ونمو القطاع الخاص
Previous Story

استراتيجية الدين السعودية: تمويل رؤية 2030 ونمو القطاع الخاص

إجازة مطولة للطلاب في السعودية وموعد اختبارات الفصل الأول
Next Story

إجازة مطولة للطلاب وموعد اختبارات الفصل الأول 1445 بالسعودية

Latest from الثقافة

أذهب إلىالأعلى