في ليلة كروية مميزة على ملعب المدينة التعليمية، أعاد النجم وقائد المنتخب السعودي، سالم الدوسري، كتابة الأرقام القياسية بقميص “الأخضر”، بعد أن قاده لتحقيق فوز ثمين على نظيره العماني في مستهل مشواره ببطولة كأس العرب 2025. لم يكن الفوز مجرد ثلاث نقاط، بل كان عنواناً لعودة إنجاز فردي غاب عن المنتخب الوطني لمدة 540 يوماً، ليؤكد الدوسري من جديد على قيمته الفنية الكبيرة ودوره القيادي في صفوف الفريق.
نجح المنتخب السعودي في حسم المباراة بثنائية نظيفة، حملت توقيع المهاجمين فراس البريكان وصالح الشهري. إلا أن بطل الرواية كان سالم الدوسري الذي صنع الهدفين بلمستين ساحرتين، مبرهناً على رؤيته الثاقبة وقدرته الفائقة على صناعة الفارق في الأوقات الحاسمة. وبهذه الثنائية من التمريرات الحاسمة، أصبح الدوسري أول لاعب في المنتخب السعودي يصنع هدفين في مباراة دولية واحدة منذ ما يقارب العام ونصف العام.
خلفية تاريخية للرقم القياسي
يعود آخر تسجيل لهذا الرقم إلى الظهير الأيمن المتألق سلطان الغنام، الذي تمكن من صناعة هدفين في مباراة واحدة جمعت المنتخب السعودي بمنتخب باكستان في يونيو من عام 2024. ومنذ ذلك الحين، لم يتمكن أي لاعب من تكرار هذا الإنجاز، مما يضفي أهمية خاصة على ما حققه الدوسري، الذي لا يكتفي بتسجيل الأهداف فحسب، بل يبرع أيضاً في وضع زملائه في أفضل الظروف لزيارة الشباك.
أهمية الإنجاز وتأثيره المتوقع
على الصعيد المحلي، يُعزز هذا الأداء من مكانة سالم الدوسري كأسطورة حية في كرة القدم السعودية. فبعد هدفه التاريخي في مرمى الأرجنتين في كأس العالم 2022، يواصل “التورنيدو” إثبات أنه اللاعب الذي يُعتمد عليه في البطولات الكبرى. كما أن هذا الفوز يمنح “الأخضر” دفعة معنوية هائلة في بداية مشواره بالبطولة العربية، ويرسل رسالة قوية للمنافسين بأن المنتخب السعودي قادم بقوة للمنافسة على اللقب.
إقليمياً، يرسخ هذا الانتصار من سمعة الكرة السعودية كقوة رائدة في المنطقة، خاصة في ظل التطور الكبير الذي يشهده دوري المحترفين السعودي وجذبه لأبرز نجوم العالم. أما دولياً، فإن استمرار تألق لاعبين مثل الدوسري يلفت الأنظار إلى جودة المواهب السعودية وقدرتها على المنافسة على أعلى المستويات. ومع هذا الإنجاز، رفع الدوسري رصيده من المساهمات التهديفية مع المنتخب إلى 33 مساهمة (تسجيل وصناعة)، وهو رقم يعكس تأثيره المستمر والمباشر على نتائج “الصقور الخضر” على مر السنين.
