يستعد المنتخب السعودي لمواجهته الثانية في دور المجموعات من بطولة كأس العرب 2021، التي أقيمت في قطر، حيث يواجه منتخب جزر القمر تحت قيادة فنية غير متوقعة. يتولى المدرب المساعد لوران بونادي، الرجل الثاني في جهاز المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، مسؤولية قيادة “الأخضر” في هذه المباراة الهامة، وذلك في ظل غياب رينارد الذي كان يركز على مهام أخرى أكثر أولوية في ذلك الوقت.
السياق العام وقرار استراتيجي
جاء قرار إسناد المهمة إلى بونادي كجزء من استراتيجية واضحة للاتحاد السعودي لكرة القدم. ففي الوقت الذي كانت تقام فيه بطولة كأس العرب، كان المنتخب السعودي الأول بقيادة هيرفي رينارد يخوض غمار التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لكأس العالم 2022، والتي كانت تمثل الأولوية القصوى. وبناءً على ذلك، تقرر المشاركة في كأس العرب بالمنتخب الرديف، المكون بشكل أساسي من لاعبي المنتخب الأولمبي تحت 23 عامًا، بهدف منحهم فرصة الاحتكاك الدولي واكتساب الخبرة اللازمة للمستقبل. وقد تم تكليف المساعد لوران بونادي بالإشراف على هذا الفريق الشاب في قطر، بينما بقي رينارد لمتابعة استعدادات المنتخب الأول.
أهمية بطولة كأس العرب 2021
اكتسبت نسخة 2021 من كأس العرب أهمية خاصة لكونها النسخة الأولى التي تقام تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، وشكلت بروفة تشغيلية مصغرة لدولة قطر قبل استضافتها لنهائيات كأس العالم 2022. البطولة لم تكن مجرد منافسة إقليمية، بل كانت منصة عالمية لاختبار الملاعب والبنية التحتية والقدرات التنظيمية، مما أضفى عليها زخمًا إعلاميًا وجماهيريًا كبيرًا.
تأثير المشاركة على المنتخب السعودي
بالنسبة للمنتخب السعودي، كانت هذه المشاركة فرصة ذهبية لتقييم الجيل الجديد من اللاعبين والوقوف على مدى جاهزيتهم لتمثيل المنتخب الأول في المستقبل. وبعد بداية متعثرة في البطولة بالخسارة أمام المنتخب الأردني بهدف نظيف، كان “الأخضر الشاب” يبحث عن تحقيق فوزه الأول أمام جزر القمر للحفاظ على حظوظه في التأهل إلى الدور ربع النهائي. كانت المباراة بمثابة اختبار حقيقي لشخصية اللاعبين وقدرتهم على التعامل مع ضغط البطولات الكبرى، وفرصة للمدرب بونادي لإثبات كفاءته في قيادة الفريق نحو تحقيق نتيجة إيجابية تعيد الثقة للاعبين والجماهير.