سوريا ضيف شرف النسخة الثالثة من معرض “صنع في السعودية”
تحل الجمهورية العربية السورية ضيف شرف في النسخة الثالثة من معرض “صنع في السعودية”، الذي تنظمه هيئة تنمية الصادرات السعودية ممثلة ببرنامج “صنع في السعودية”. يُقام هذا الحدث الاقتصادي الهام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض بملهم، خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر الحالي، بمشاركة وفد سوري رفيع المستوى يضم أكثر من 25 شركة تمثل مختلف القطاعات الصناعية والخدمية الحيوية.
سياق تاريخي وعلاقات متجددة
تأتي هذه المشاركة كخطوة بارزة في مسار العلاقات السعودية السورية المتجددة، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال العام الحالي. فبعد سنوات من الفتور الدبلوماسي، أعادت المملكة العربية السعودية وسوريا علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة، وتوج هذا المسار بعودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية بدعم ومباركة من المملكة. تُعد هذه الدعوة لسوريا لتكون ضيف شرف المعرض بمثابة ترجمة عملية لهذا التقارب السياسي إلى تعاون اقتصادي ملموس، وفتح صفحة جديدة تهدف إلى إعادة بناء جسور التجارة والاستثمار التي كانت قائمة تاريخياً بين البلدين الشقيقين.
أهمية الحدث وتأثيره المتوقع
تكتسب هذه المشاركة أهمية استراتيجية على عدة مستويات. فعلى الصعيد السوري، يمثل المعرض نافذة حيوية للصناعات السورية التي عانت طويلاً من تحديات الحرب والعقوبات، حيث يتيح لها فرصة العودة إلى الأسواق الإقليمية، واستعراض قدرتها على الإنتاج والمنافسة، والبحث عن شركاء ومستثمرين جدد للمساهمة في مرحلة إعادة الإعمار. أما على الصعيد السعودي، فتؤكد هذه الخطوة على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في تعزيز التكامل الاقتصادي العربي، ودعم استقرار المنطقة، كما تتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة المملكة كمركز تجاري ولوجستي إقليمي. إقليمياً، تبعث هذه المشاركة رسالة إيجابية تشجع على إعادة دمج الاقتصاد السوري في محيطه العربي، مما قد يسهم في تحقيق الاستقرار والنمو المستدام للمنطقة ككل.
شعار “نشبه بعضنا” وتطلعات مستقبلية
يرأس الوفد السوري وزير الاقتصاد والصناعة، وتأتي المشاركة تحت شعار “نشبه بعضنا”، وهو امتداد للشعار الذي رفعته السعودية في مشاركتها بمعرض دمشق الدولي، مما يجسد عمق الروابط الثقافية والاجتماعية والتاريخية بين الشعبين. يهدف معرض “صنع في السعودية” بشكل عام إلى إبراز جودة وتنافسية المنتجات والخدمات الوطنية، وتعزيز جاذبيتها محلياً ودولياً، ويُتوقع أن يسهم حضور الشركات السورية في تبادل الخبرات، وفتح آفاق جديدة للشراكات التجارية، وتوسيع القاعدة الصناعية المشتركة، بما يخدم المصالح المتبادلة ويدعم التنمية الاقتصادية في كلا البلدين.
