في لفتة إنسانية تعكس عمق العلاقات الدبلوماسية وروح التضامن الدولي، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقيتي عزاء ومواساة إلى فخامة الرئيس أنورا كومارا ديساناياكي، رئيس جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية، في ضحايا إعصار “فنجال” الذي ضرب البلاد مؤخراً، مخلفاً خسائر بشرية ومادية جسيمة.
تفاصيل برقيات العزاء
أعرب خادم الحرمين الشريفين في برقيته عن بالغ الألم والحزن لنبأ الإعصار المدمر وما نتج عنه من وفيات ومفقودين. وقال الملك المفدى: “علمنا بنبأ إعصار فنجال الذي ضرب جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية، وما نتج عن ذلك من وفيات ومفقودين، وإننا إذ نشارك فخامتكم ألم هذا المصاب، لنبعث لكم ولأسر المتوفين ولشعبكم الصديق أحر التعازي وصادق المواساة، متمنين عودة المفقودين لذويهم سالمين، وألا تروا أي مكروه”.
من جانبه، بعث سمو ولي العهد برقية مماثلة، عبر فيها عن خالص تعازيه ومواساته للرئيس السريلانكي ولشعب بلاده الصديق. وقال سموه: “بلغني نبأ إعصار فنجال الذي ضرب جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية، وما نتج عنه من وفيات ومفقودين، وأعرب لفخامتكم ولأسر المتوفين ولشعبكم الصديق عن أحر التعازي، وصادق المواساة، متمنيًا عودة المفقودين لذويهم سالمين، وألا تروا أي مكروه”.
السياق العام للكارثة الطبيعية
يأتي هذا الموقف الإنساني من القيادة السعودية في أعقاب إعصار “فنجال”، الذي يُعد من العواصف الشديدة التي ضربت منطقة المحيط الهندي. وقد تسبب الإعصار في هطول أمطار غزيرة بشكل استثنائي على سريلانكا، مما أدى إلى فيضانات عارمة وانهيارات أرضية مميتة في عدة مناطق من الجزيرة. وتعتبر سريلانكا، بحكم موقعها الجغرافي، عرضة للأعاصير الموسمية التي تتشكل في خليج البنغال، والتي غالباً ما تتسبب في كوارث طبيعية تؤثر على حياة الآلاف من السكان والبنية التحتية للبلاد.
الأهمية والتأثير المتوقع
على الصعيد المحلي، شكل الإعصار تحدياً كبيراً للحكومة السريلانكية، حيث تركزت الجهود على عمليات الإنقاذ والإغاثة وإيواء آلاف الأسر التي نزحت من منازلها. كما أثرت الكارثة بشكل كبير على القطاع الزراعي والبنية التحتية، مما يتطلب جهوداً دولية ومحلية لإعادة الإعمار.
وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، تبرز أهمية هذه البرقيات في تأكيدها على موقف المملكة العربية السعودية الثابت في الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة والصديقة في أوقات الأزمات. ولا تقتصر هذه المواقف على التعازي الدبلوماسية فحسب، بل غالباً ما تتبعها مبادرات إغاثية وإنسانية عبر أذرعها المتخصصة، مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي له سجل حافل في الاستجابة السريعة للكوارث حول العالم. وتعزز هذه اللفتة من مكانة المملكة كقوة فاعلة في العمل الإنساني الدولي، كما ترسخ العلاقات الثنائية القوية والممتدة بين الرياض وكولومبو.