كشفت صحيفة “ليكيب” الفرنسية الشهيرة عن أزمة جديدة تلوح في أفق كرة القدم الأفريقية، واصفة إياها بـ”الفضيحة”، وذلك قبل أسابيع قليلة من انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية المرتقبة في المغرب. تتمحور الأزمة حول قرار مفاجئ من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يتعلق بمواعيد التحاق اللاعبين المحترفين في أوروبا بمنتخباتهم الوطنية.
ووفقًا للتقرير، رضخ الفيفا لضغوط الأندية الأوروبية الكبرى ووافق رسميًا على السماح للاعبين بالبقاء مع فرقهم حتى تاريخ 15 ديسمبر، على الرغم من أن البطولة القارية من المقرر أن تنطلق في 21 من الشهر نفسه. هذا القرار يمنح المنتخبات فترة قصيرة جدًا لا تتجاوز ستة أيام لتجميع لاعبيها وإجراء المعسكرات التحضيرية النهائية قبل خوض غمار المنافسات.
صراع تاريخي بين الأندية والمنتخبات
هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل هي فصل جديد في صراع طويل وممتد بين الأندية الأوروبية، التي تدفع رواتب باهظة لنجوم القارة الأفريقية، والمنتخبات الوطنية التي تسعى للاستفادة من خدمات أفضل لاعبيها في أهم محفل كروي أفريقي. تاريخيًا، شكل توقيت إقامة كأس الأمم الأفريقية في منتصف الموسم الأوروبي (يناير/فبراير) نقطة خلاف رئيسية، حيث كانت الأندية تتكبد خسائر فنية كبيرة بغياب لاعبيها المؤثرين لمدة قد تصل إلى شهر كامل. ورغم تغيير موعد البطولة في بعض النسخ لتقام صيفًا، إلا أن عودتها للتوقيت الشتوي أعادت إحياء هذا الجدل بقوة، مما يبرز حجم النفوذ الذي تتمتع به الأندية الأوروبية وقدرتها على التأثير في قرارات الهيئات الكروية الدولية.
تأثير القرار على حظوظ المنتخبات
يترتب على هذا القرار المفاجئ تداعيات سلبية كبيرة على المنتخبات المشاركة، خاصة تلك التي تعتمد بشكل أساسي على لاعبيها المحترفين في الدوريات الأوروبية. فقد أعلنت الصحيفة أن عددًا من المنتخبات كانت قد وضعت برامج إعداد متكاملة تتضمن مباريات ودية قوية، وأصبحت الآن مهددة بالإلغاء أو خوضها بصفوف غير مكتملة. ونقلت “ليكيب” عن مدربين (لم تسمهم) تعبيرهم عن “صدمتهم الكبيرة”، معتبرين ما حدث “قلة احترام” للبطولة القارية وللجهود المبذولة في التحضير لها. هذا الوضع يضعف من فترة الانسجام بين اللاعبين ويقلل من قدرة الأجهزة الفنية على تطبيق خططها التكتيكية، مما قد يؤثر بشكل مباشر على المستوى الفني للبطولة ويخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الفرق المتنافسة، ومن بينها منتخبات عربية بارزة تطمح للمنافسة على اللقب.