في ليلة تاريخية على ملعب “متروبوليتانو” في العاصمة مدريد، واصل منتخب إسبانيا للسيدات كتابة التاريخ، مؤكداً هيمنته المطلقة على كرة القدم العالمية والأوروبية، بعد أن احتفظ بلقب دوري الأمم الأوروبية بفوز كبير ومستحق على نظيره الألماني بنتيجة 3-0 في مباراة الإياب النهائية.
سياق المباراة وتفاصيل الحسم
دخل المنتخب الإسباني، بطل العالم 2023، المباراة وهو يعلم أن لا بديل عن الفوز بعد انتهاء مباراة الذهاب في ألمانيا بالتعادل السلبي 0-0. وأمام حضور جماهيري قياسي بلغ 55,843 مشجعاً، وهو رقم يعكس الشعبية المتزايدة لكرة القدم النسائية في البلاد، قدمت “لا روخا” أداءً استثنائياً. بعد شوط أول متكافئ، انفجر الأداء الإسباني في الشوط الثاني، حيث تمكنت اللاعبة كلاوديا بينا من تسجيل ثنائية حاسمة، قبل أن تضيف فيكي لوبيس الهدف الثالث لتؤمن اللقب الغالي. ويعد هذا التتويج هو اللقب الكبير الثالث في تاريخ المنتخب، والثاني في غضون أشهر قليلة بعد الفوز بكأس العالم.
تأكيد التفوق رغم الغيابات
جاء هذا الانتصار ليكون أكثر أهمية بالنظر إلى الظروف التي أحاطت بالمنتخب، حيث تحقق بقيادة المدربة الجديدة سونيا بيرموديس، وفي ظل غياب النجمة الأبرز وأفضل لاعبة في العالم، أيتانا بونماتي، التي تعرضت لإصابة قوية ستبعدها عن الملاعب لمدة لا تقل عن خمسة أشهر. هذا الفوز يثبت عمق التشكيلة الإسبانية وقدرتها على تحقيق الانتصارات حتى في غياب أعمدتها الرئيسية، مما يبعث برسالة قوية لجميع المنافسين.
الأهمية والتأثير المستقبلي
على الصعيد المحلي، يعزز هذا اللقب من مكانة كرة القدم النسائية في إسبانيا، ويشكل مصدر إلهام لجيل جديد من اللاعبات. أما على الصعيد الأوروبي، فهو يرسخ التحول في موازين القوى، حيث أصبحت إسبانيا القوة المهيمنة بلا منازع، متفوقة على منتخبات عريقة مثل ألمانيا التي كانت تعتبر تاريخياً من أقوى الفرق في القارة. دولياً، تدخل إسبانيا أي بطولة قادمة، بما في ذلك الألعاب الأولمبية، وهي المرشحة الأبرز، حاملة لقبي بطلة العالم وبطلة دوري الأمم الأوروبية، لتؤكد أن العصر الحالي هو العصر الذهبي لكرة القدم الإسبانية للسيدات.
