سالم الدوسري.. رجل المواعيد الكبرى للأخضر السعودي
يواصل النجم الدولي السعودي سالم الدوسري، الملقب بـ “التورنيدو”، ترسيخ مكانته كأحد أبرز اللاعبين في تاريخ الكرة السعودية والآسيوية، ليس فقط لمهاراته الفنية العالية، بل لقدرته الاستثنائية على الظهور في أصعب اللحظات وأهم المباريات. لطالما كان الدوسري هو اللاعب الذي تتجه إليه الأنظار عندما يحتاج المنتخب السعودي أو ناديه الهلال إلى بطل، وهو ما أثبته مرارًا وتكرارًا على الساحة الدولية.
خلفية تاريخية: مسيرة حافلة بالإنجازات الحاسمة
لم تكن نجومية سالم الدوسري وليدة الصدفة. فمنذ بداياته مع المنتخب الوطني، أظهر قدرة فريدة على تسجيل الأهداف الحاسمة. يتذكر الجميع هدفه في الدقائق الأخيرة ضد منتخب مصر في كأس العالم 2018، والذي منح “الأخضر” فوزه الأول في المونديال منذ عام 1994. هذا الهدف كان بمثابة إعلان مبكر عن ميلاد لاعب متخصص في اللحظات التاريخية. على مستوى الأندية، قاد الدوسري فريقه الهلال لتحقيق العديد من الألقاب القارية والمحلية، وكان دائمًا صاحب بصمة مؤثرة في المباريات النهائية لدوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية، مما أكسبه احترام وتقدير الخصوم قبل المشجعين.
الأهمية والتأثير: هدف تاريخي في شباك الأرجنتين
وصلت مسيرة الدوسري إلى ذروتها في كأس العالم 2022 بقطر، حين قاد المنتخب السعودي لتحقيق واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة. في المباراة الافتتاحية ضد منتخب الأرجنتين، المرشح الأول للقب بقيادة ليونيل ميسي، وبعد أن كان “الأخضر” متأخرًا بهدف، سجل الدوسري هدف الفوز بطريقة مذهلة. تسلم الكرة على مشارف منطقة الجزاء، وراوغ أكثر من لاعب ببراعة فائقة قبل أن يطلق تسديدة مقوسة صاروخية سكنت الزاوية البعيدة لمرمى الحارس إيميليانو مارتينيز.
لم يكن هذا الهدف مجرد ثلاث نقاط، بل كان لحظة فخر تاريخية للكرة السعودية والعربية. لقد أثبت للعالم قدرة اللاعب السعودي على منافسة الكبار، وألهم جيلًا كاملًا من اللاعبين الشباب. على الصعيد الدولي، تصدر هذا الهدف عناوين الصحف العالمية، واعتُبر من أجمل أهداف البطولة، كما أنه ألحق بالأرجنتين هزيمتها الوحيدة في طريقها نحو الفوز بكأس العالم، مما يضيف بعدًا أسطوريًا لهذا الإنجاز. لقد تحول سالم الدوسري بفضل هذا الهدف من نجم محلي إلى أيقونة عالمية، ورجل يجسد معنى “الأداء تحت الضغط”.
أرقام وإحصائيات تعكس قيمته
مسيرة الدوسري مع المنتخب الوطني تتحدث عن نفسها. بعد أن تجاوز حاجز المئة مباراة دولية، يواصل “التورنيدو” زيادة غلته التهديفية وصناعة الأهداف لزملائه، مثبتًا أنه ليس مجرد هداف، بل قائد حقيقي في الملعب يساهم في جميع جوانب اللعب. قدرته على المراوغة، وتسديداته القوية، وتمريراته الدقيقة تجعل منه لاعبًا متكاملًا يصعب إيقافه، ورقمًا صعبًا في تشكيلة أي مدرب يقود الصقور الخضر.
