في خطوة جديدة لتعزيز الروابط الأخوية وتعميق الشراكة الاستراتيجية، استقبل مساعد وزير الإعلام السعودي، الأستاذ عبدالله بن أحمد المغلوث، في مكتبه بالرياض، سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الموريتانية لدى المملكة، السيد المختار ولد داهي. وشكّل اللقاء منصة هامة لبحث سبل الارتقاء بالتعاون الإعلامي بين البلدين الشقيقين إلى مستويات جديدة تتناسب مع عمق العلاقات التاريخية التي تجمعهما.
وتم خلال الاجتماع استعراض شامل للعلاقات الإعلامية القائمة، مع التركيز على استكشاف فرص مستقبلية واعدة. وتطرق النقاش إلى محاور متعددة تشمل تطوير التعاون في قطاعي الإذاعة والتلفزيون عبر تبادل البرامج والخبرات، وتفعيل الشراكة في مجال الإعلام الرقمي لمواكبة التحولات المتسارعة في هذا القطاع الحيوي. كما نوقشت آليات تبادل المحتوى الإخباري والثقافي، وتنظيم برامج تدريب مهني مشتركة لصقل مهارات الكوادر الإعلامية في كلا البلدين، بالإضافة إلى إمكانية إطلاق مشاريع إنتاج مشترك تسلط الضوء على القواسم الثقافية والتاريخية الغنية التي تربط الشعبين السعودي والموريتاني.
سياق تاريخي وعلاقات راسخة
يأتي هذا اللقاء تتويجًا لعقود من العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية المتينة بين المملكة وموريتانيا. فمنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، عمل البلدان معًا تحت مظلة العديد من المنظمات الإقليمية والدولية، مثل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لخدمة القضايا العربية والإسلامية. ولطالما وقفت المملكة داعمًا أساسيًا لمشاريع التنمية في موريتانيا في مختلف القطاعات، وهو ما يعكس الروابط الأخوية الراسخة التي تتجاوز الأطر الرسمية لتصل إلى المستوى الشعبي.
الأهمية الاستراتيجية وتأثير التعاون الإعلامي
يكتسب تعزيز التعاون الإعلامي أهمية استراتيجية بالغة في الوقت الراهن. فعلى الصعيد المحلي، يساهم هذا التعاون في زيادة الوعي الثقافي المتبادل بين الشعبين، ويعزز من فهم التطورات والتحديات التي يمر بها كل بلد. أما على الصعيد الإقليمي، فإن التنسيق الإعلامي بين الرياض ونواكشوط يمكن أن يسهم في تقديم رؤية عربية مشتركة تجاه القضايا الإقليمية، ومواجهة حملات التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة التي تستهدف استقرار المنطقة. دوليًا، يمثل هذا التعاون نافذة هامة لإبراز الصورة الحقيقية للمجتمعين السعودي والموريتاني، وتسليط الضوء على منجزاتهما الحضارية والتنموية، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 الرامية إلى تعزيز القوة الناعمة للمملكة وتأثيرها الإعلامي العالمي.
وفي ختام اللقاء، أكد الجانبان على الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في بناء جسور التواصل بين الشعوب، وأهميته في إبراز الجوانب التاريخية والثقافية والاجتماعية المشتركة، معربين عن تطلعهما لترجمة هذه المباحثات إلى برامج عمل ومبادرات ملموسة تخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
