أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسي “تاسي” جلسة تداولاته ليوم الثلاثاء على انخفاض طفيف، ليعكس حالة من الحذر والترقب بين المستثمرين. وسجل المؤشر تراجعاً بنسبة 0.1%، فاقداً بضع نقاط ليغلق عند مستوى 10536 نقطة. جاء هذا الأداء وسط سيولة متداولة بلغت قيمتها حوالي 3.8 مليار ريال سعودي، مما يشير إلى نشاط تداول معتدل خلال الجلسة.
تفاصيل أداء السوق الرئيسية
وبالنظر إلى تفاصيل الأداء اليومي، أظهرت بيانات “تداول السعودية” أن كفة الأسهم المنخفضة كانت هي الراجحة، حيث تراجعت أسهم 172 شركة، في حين لم ترتفع سوى أسهم 83 شركة من إجمالي 264 شركة مدرجة في السوق الرئيسية. وبلغت كمية الأسهم المتداولة خلال الجلسة نحو 179.2 مليون سهم، فيما استقرت القيمة السوقية الإجمالية للسوق عند حوالي 8.9 تريليون ريال.
ومن بين الأسهم الأكثر ارتفاعاً، برز سهم شركة “المسار الشامل” و”البابطين” و”أكوا باور” و”الوطنية للتعليم” و”سيسكو القابضة”. وعلى الجانب الآخر، تصدرت قائمة الأسهم الأكثر انخفاضاً شركات مثل “هرفي للأغذية” و”تشب” و”صدق” و”البحري” و”أرتيكس”.
أداء السوق الموازية “نمو”
فيما يخص السوق الموازية “نمو”، المخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة، فقد شهدت تراجعاً أكثر وضوحاً، حيث أغلق مؤشرها منخفضاً بنسبة 1.2% عند مستوى 23719 نقطة. وبلغت قيمة التداولات في “نمو” حوالي 12.5 مليون ريال، بكمية أسهم متداولة بلغت 1.2 مليون سهم، مما يعكس طبيعتها كمنصة ذات سيولة أقل مقارنة بالسوق الرئيسية.
السياق العام وأهمية السوق السعودية
يأتي هذا الأداء اليومي في سياق أوسع للسوق المالية السعودية، التي تعد الأكبر والأكثر سيولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتلعب “تداول السعودية” دوراً محورياً في تحقيق مستهدفات “رؤية المملكة 2030″، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الاقتصادي بعيداً عن النفط، وتعزيز دور القطاع الخاص، وجذب الاستثمارات الأجنبية. وقد شهدت السوق في السنوات الأخيرة إصلاحات هيكلية هامة أدت إلى إدراجها في مؤشرات الأسواق الناشئة العالمية مثل MSCI وFTSE Russell، مما زاد من جاذبيتها للمستثمرين الدوليين.
التأثير المحلي والإقليمي
إن التقلبات الطفيفة مثل التي شهدها المؤشر اليوم تعتبر أمراً طبيعياً في الأسواق المالية، وغالباً ما تتأثر بمزيج من العوامل المحلية والعالمية. فعلى الصعيد المحلي، يترقب المستثمرون نتائج الشركات وإعلاناتها، بينما على الصعيد العالمي، تتأثر السوق بأسعار النفط، وقرارات أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى، والتوترات الجيوسياسية. ويظل أداء “تاسي” مؤشراً هاماً ليس فقط لصحة الاقتصاد السعودي، بل كمرآة للاستقرار الاقتصادي في المنطقة بأكملها.