أعربت الجالية اليمنية في المملكة العربية السعودية عن بالغ شكرها وتقديرها للقيادة السعودية، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نظير الدعم المتواصل والرعاية الكريمة التي يحظى بها أبناء الجالية. وفي تصريح لصحيفة “اليوم”، أكد نعمان الحجري، رئيس اللجنة الإعلامية للجالية اليمنية بالمنطقة الشرقية، أن هذا الدعم ليس إلا امتداداً للعلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
خلفية تاريخية وروابط مشتركة
ترتكز العلاقات السعودية اليمنية على أسس تاريخية وجغرافية وثقافية عميقة. على مر العقود، شكلت المملكة وجهة رئيسية لليمنيين الباحثين عن فرص العمل والاستقرار، حيث أسهمت الجالية اليمنية بشكل فاعل في مختلف قطاعات التنمية السعودية. هذه الروابط لم تكن اقتصادية فحسب، بل امتدت لتشمل تداخلاً اجتماعياً وثقافياً عزز من أواصر القربى بين الشعبين. وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن حالياً، برز الدور السعودي كداعم أساسي ليس فقط على الصعيد السياسي والإنساني، بل أيضاً من خلال احتضان أبناء الجالية وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لهم، مما يعكس مبدأ الأخوة وحسن الجوار.
أهمية الدعم الثقافي وتأثيره
وأشاد الحجري بالدور البارز الذي تلعبه هيئة الترفيه، برئاسة المستشار تركي آل الشيخ، في دعم المبدعين والفنانين اليمنيين. وأوضح أن تخصيص مساحات ثقافية مثل حديقة السويدي في الرياض لاستضافة الفعاليات اليمنية، ودعوة الفنانين للمشاركة في المهرجانات السعودية، يمثل لفتة كريمة تساهم في الحفاظ على التراث الفني اليمني العريق وإبرازه. وأضاف: “إن إتاحة هذه الفرص لا تقتصر على كونها دعماً للفنانين، بل هي رسالة تؤكد أن الثقافة والفن جسور للتواصل الإنساني تتجاوز أي تحديات. إنها تعزز من الاندماج الإيجابي للجالية في النسيج المجتمعي السعودي وتثري الساحة الثقافية في المملكة، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 الساعية إلى بناء مجتمع حيوي ومتنوع ثقافياً.”
نجاح الفعاليات يعكس التقدير الشعبي
وتطرق الحجري إلى النجاح الكبير الذي حققته الفعاليات الفنية الأخيرة، مثل الحفل الغنائي الذي أحياه الفنان يحيى عنبة في الأحساء، والذي شهد حضوراً جماهيرياً واسعاً. واعتبر أن هذا التفاعل الكبير من الجمهور السعودي والمقيمين يعكس مدى التقدير والاحترام للفن اليمني الأصيل، ويؤكد على وجود ذائقة فنية مشتركة. واختتم حديثه قائلاً: “باسم كل يمني، نجدد امتناننا للمملكة قيادةً وشعباً على هذه المواقف النبيلة. ونؤكد أننا سنواصل العمل على تقديم صورة مشرفة لليمن وثقافته، والمساهمة في إنجاح كافة الفعاليات التي تعزز من لحمتنا وأخوتنا المشتركة.”