في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية والالتزام السعودي الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، سلّم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن، صاحب السمو الأمير منصور بن خالد بن فرحان، دفعة دعم مالي بقيمة 90 مليون دولار أمريكي لدولة فلسطين. جرت مراسم التسليم في مقر السفارة السعودية بالعاصمة الأردنية عمّان، حيث تسلم المبلغ معالي وزير التخطيط والتعاون الدولي ومُسَيِر أعمال وزارة المالية في الحكومة الفلسطينية، الدكتور إسطفان سلامة. ويأتي هذا الدعم ضمن المساهمات السعودية المقررة لدعم الميزانية الفلسطينية للعام 2025.
دعم في توقيت حاسم
يأتي هذا الدعم المالي في وقت حرج تمر به السلطة الفلسطينية التي تواجه أزمة مالية خانقة، تفاقمت بسبب السياسات الإسرائيلية المتمثلة في احتجاز أموال المقاصة (عائدات الضرائب الفلسطينية). ويشكل هذا المبلغ شريان حياة للحكومة الفلسطينية، حيث سيمكنها من الوفاء بجزء من التزاماتها المالية، وعلى رأسها دفع رواتب الموظفين في القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والأمن، وهو ما يساهم بشكل مباشر في الحفاظ على استقرار المؤسسات الفلسطينية ومنع انهيارها، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية المتزايدة.
امتداد لموقف تاريخي راسخ
أكد الأمير منصور بن خالد أن هذا الدعم ليس حدثًا معزولًا، بل هو امتداد للموقف التاريخي والثابت للمملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود. فلطالما كانت المملكة في طليعة الدول الداعمة للشعب الفلسطيني سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا. ويُعد هذا الموقف جزءًا لا يتجزأ من السياسة الخارجية السعودية، التي تضع القضية الفلسطينية كقضية مركزية للعرب والمسلمين. وتجلى هذا الدعم عبر عقود من خلال مبادرات سياسية كبرى، أبرزها مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2002، والتي لا تزال تشكل أساسًا لحل عادل وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
أهمية إقليمية ودولية
على الصعيدين الإقليمي والدولي، يعزز هذا الدعم دور المملكة كلاعب محوري يسعى لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. فمن خلال مساندة السلطة الفلسطينية، تبعث الرياض برسالة واضحة للمجتمع الدولي حول ضرورة تحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية. وأشار السفير السعودي إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادتها المملكة مؤخرًا، بما في ذلك رئاستها المشتركة لمؤتمرات دولية تهدف إلى حشد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وتفعيل حل الدولتين كسبيل وحيد لإنهاء الصراع. من جانبه، أعرب الوزير الفلسطيني الدكتور إسطفان سلامة عن عميق شكر وتقدير السلطة الفلسطينية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، مؤكدًا أن هذا الدعم يعكس الأخوة الصادقة ويساهم في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.