ضرب زلزال بلغت قوته 5.1 درجة على مقياس ريختر، اليوم الثلاثاء، ولاية ألاسكا الأمريكية، مثيراً حالة من القلق الحذر في منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي المرتفع. وأفادت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، وهي المصدر الرئيسي للمعلومات الزلزالية في البلاد، أن مركز الزلزال كان على عمق ضحل نسبياً يبلغ 35 كيلومترًا تحت سطح الأرض. وحتى اللحظة، لم ترد أي تقارير رسمية عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية جسيمة جراء الهزة الأرضية.
ألاسكا في قلب حزام النار الزلزالي
يأتي هذا الزلزال كتذكير بالطبيعة الجيولوجية الفريدة لولاية ألاسكا، التي تقع على طول “حزام النار” في المحيط الهادئ. هذه المنطقة عبارة عن قوس هائل يمتد لآلاف الكيلومترات ويتميز بنشاط زلزالي وبركاني هو الأعلى في العالم، حيث يحدث فيه حوالي 90% من زلازل العالم. يعود هذا النشاط إلى حركة الصفائح التكتونية، حيث تلتقي صفيحة المحيط الهادئ مع صفيحة أمريكا الشمالية وتنزلق تحتها، مما يولد ضغطاً هائلاً يتم إطلاقه على شكل هزات أرضية متكررة. ولهذا السبب، تسجل ألاسكا آلاف الزلازل سنوياً، معظمها خفيف ولا يشعر به السكان، لكنها تبقى الولاية الأكثر عرضة للزلازل القوية في الولايات المتحدة.
تاريخ من الزلازل القوية والأهمية العلمية
تحمل ذاكرة ألاسكا التاريخية ندوب زلازل مدمرة، أبرزها “زلزال الجمعة العظيمة” في عام 1964، الذي بلغت قوته 9.2 درجة، وهو أقوى زلزال مسجل في تاريخ أمريكا الشمالية وثاني أقوى زلزال في تاريخ العالم. تسبب ذلك الزلزال في دمار واسع النطاق وأطلق موجات تسونامي هائلة أودت بحياة أكثر من 130 شخصاً. ومنذ تلك الكارثة، تم تطوير أنظمة الرصد والإنذار المبكر بشكل كبير، كما تم تشديد معايير البناء لتكون أكثر مقاومة للهزات الأرضية.
وعلى الرغم من أن زلزال اليوم بقوة 5.1 درجة يُصنف على أنه “معتدل”، إلا أنه يحمل أهمية علمية كبيرة للجيولوجيين. فكل هزة أرضية، بغض النظر عن قوتها، توفر بيانات قيمة تساعد العلماء على فهم حركة الصفائح التكتونية بشكل أفضل وتقييم المخاطر الزلزالية المستقبلية. وتساهم هذه البيانات في تحديث خرائط المخاطر وتحسين نماذج التنبؤ، مما يعزز من قدرة المجتمعات المحلية على الاستعداد والتأهب لمواجهة الكوارث الطبيعية المحتملة في هذه المنطقة غير المستقرة جيولوجياً.
