في إنجاز علمي جديد يضاف إلى سجل المملكة العربية السعودية الحافل، حقق المنتخب السعودي للعلوم ميدالية برونزية في النسخة الثانية والعشرين من أولمبياد العلوم الدولي للناشئين (IJSO 2025)، والذي استضافته مدينة سوتشي الروسية في الفترة من 23 نوفمبر حتى 2 ديسمبر. ومثّلت هذا الإنجاز الطالبة الموهوبة ليان فهد أبو النجا، من إدارة تعليم المنطقة الشرقية، التي رفعت اسم المملكة عالياً في هذا المحفل العلمي المرموق.
منافسة عالمية وتفوق سعودي
شهد الأولمبياد منافسة شديدة بين 122 طالباً وطالبة من 24 دولة حول العالم، حيث خاض المشاركون اختبارات نظرية وعملية معقدة في مجالات العلوم الأساسية الثلاثة: الفيزياء، والكيمياء، والأحياء. ويُعد هذا الفوز دليلاً على المستوى المتقدم الذي وصل إليه الطلاب السعوديون، وقدرتهم على المنافسة على الساحة الدولية بفضل الإعداد الأكاديمي والتدريب المكثف الذي يتلقونه.
السياق التاريخي وأهمية الأولمبياد
انطلق أولمبياد العلوم الدولي للناشئين لأول مرة في عام 2004 في إندونيسيا، وهو يُعد اليوم أحد أبرز المسابقات العلمية العالمية المخصصة للطلاب الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً. يهدف الأولمبياد إلى تشجيع الشغف بالعلوم في سن مبكرة، وتنمية مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات لدى الطلبة الموهوبين، بالإضافة إلى تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين الشباب من مختلف دول العالم. وتأتي مشاركة المملكة التاسعة في هذا الحدث لتعكس التزامها المستمر بدعم مواهبها الشابة وتمكينها.
دور “موهبة” في صناعة الأبطال
يقف خلف هذا الإنجاز منظومة متكاملة تقودها مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، بالشراكة الاستراتيجية مع وزارة التعليم. تتولى “موهبة” مسؤولية اكتشاف ورعاية الموهوبين في كافة أنحاء المملكة، وتوفر لهم برامج تدريبية متخصصة على أيدي خبراء ومدربين عالميين، لإعدادهم للمشاركة في المسابقات الدولية. وبفوز الطالبة ليان أبو النجا، يرتفع رصيد المملكة في هذا الأولمبياد إلى 32 ميدالية، منها ميدالية ذهبية واحدة، و6 فضيات، و25 برونزية، مما يؤكد نجاح هذه الاستراتيجية الوطنية.
تأثير الإنجاز وأبعاده المستقبلية
لا يقتصر هذا الفوز على كونه ميدالية تضاف إلى رصيد المملكة، بل يمثل مصدر إلهام لآلاف الطلاب والطالبات في السعودية، ويشجعهم على الاهتمام بمجالات العلوم والتقنية. كما يعزز هذا الإنجاز من السمعة الأكاديمية للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويؤكد على جدية استثماراتها في رأس المال البشري، تماشياً مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تضع بناء جيل معرفي ومبتكر في صميم أولوياتها للمساهمة في بناء اقتصاد متنوع ومستدام.