في لحظة كروية ستظل محفورة في ذاكرة الجماهير، خطف محمد صالح، لاعب منتخب فلسطين، الأضواء ليس فقط بمساهمته في تحقيق فوز تاريخي على المنتخب القطري، ولكن أيضًا بطريقة احتفاله التي أعادت إلى الأذهان أيقونة كرة القدم العالمية كريستيانو رونالدو. وعقب تسجيل الهدف الحاسم، ركض صالح نحو الجماهير الفلسطينية المحتشدة في الملعب، مقلّدًا احتفالية “Siuuu” الشهيرة للنجم البرتغالي، في مشهد عكس الفرحة العارمة والثقة الكبيرة التي شعر بها اللاعبون والجماهير على حد سواء.
سياق الفوز وأهميته التاريخية
يأتي هذا الانتصار الثمين في إطار منافسات بطولة كأس العرب، وهي بطولة تحمل أهمية خاصة للمنتخبات العربية، حيث تعد منصة لإثبات الذات وتحقيق المجد الإقليمي. بالنسبة للمنتخب الفلسطيني، المعروف بـ”الفدائي”، فإن كل مباراة وكل فوز يحمل أبعادًا تتجاوز مجرد الرياضة. ويُعد هذا الفوز هو الثاني فقط في تاريخ مشاركات فلسطين بالبطولة، مما يجعله إنجازًا تاريخيًا يضاف إلى سجلات كرة القدم الفلسطينية. إن التغلب على منتخب قطر، بطل آسيا السابق ومستضيف البطولة، على أرضه وبين جماهيره، يمنح هذا الانتصار قيمة مضاعفة ويؤكد على التطور الملحوظ الذي يشهده المنتخب الفلسطيني.
تأثير يتجاوز المستطيل الأخضر
لا يمكن فصل هذا الإنجاز الرياضي عن السياق العام للقضية الفلسطينية. فلطالما كانت الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، متنفسًا للشعب الفلسطيني ووسيلة لرفع علم بلادهم عاليًا في المحافل الدولية. يمثل هذا الفوز مصدر فخر وإلهام لملايين الفلسطينيين في الداخل والخارج، ويمنحهم لحظات من الفرح والوحدة في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها. على الصعيد الإقليمي، يرسخ الفوز مكانة المنتخب الفلسطيني كقوة كروية صاعدة لا يمكن الاستهانة بها، ويجبر المنافسين على احترامه.
صدارة مستحقة وتطلعات مستقبلية
بفضل هذا الفوز الغالي، اعتلى منتخب فلسطين صدارة مجموعته برصيد ثلاث نقاط، بينما بقي المنتخب القطري في المركز الأخير دون نقاط. هذه البداية القوية تفتح الباب أمام “الفدائي” لتحقيق حلم التأهل إلى الأدوار الإقصائية والمنافسة بقوة على اللقب. إن احتفالية محمد صالح المستوحاة من رونالدو لم تكن مجرد تقليد، بل كانت تعبيرًا عن طموح كبير وإيمان بالقدرة على تحقيق المستحيل، وهو ما يلخص روح المنتخب الفلسطيني بأكمله.