في إطار جهوده الإنسانية المستمرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عن تقديم مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة وباء الكوليرا خدماته الطبية لـ 2,044 فردًا خلال الفترة من 12 حتى 18 نوفمبر 2024م. وتأتي هذه المبادرة كجزء حيوي من الدعم الشامل الذي تقدمه المملكة العربية السعودية لدعم القطاع الصحي في اليمن ومواجهة التحديات الإنسانية المتفاقمة.
خلفية الأزمة: اليمن وأكبر تفشٍ للكوليرا في التاريخ الحديث
يعاني اليمن منذ سنوات من أحد أسوأ موجات تفشي وباء الكوليرا في التاريخ الحديث. فمنذ تصاعد النزاع في عام 2015، تعرضت البنية التحتية الحيوية في البلاد، بما في ذلك أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي، لانهيار شبه كامل، مما هيأ بيئة مثالية لانتشار الأمراض المنقولة عبر المياه. تم تسجيل أول تفشٍ كبير للمرض في أواخر عام 2016، وبحلول عام 2017، تحول إلى وباء واسع النطاق، حيث تم الإبلاغ عن ملايين الحالات المشتبه بها وآلاف الوفيات. وقد أدى تدمير المرافق الصحية ونزوح السكان وسوء التغذية المنتشر إلى تفاقم الأزمة، مما جعل السكان، وخاصة الأطفال وكبار السن، أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
تفاصيل المشروع: استراتيجية وقائية وعلاجية متكاملة
يعتمد مشروع مركز الملك سلمان على استراتيجية متعددة المحاور تركز على الوقاية والعلاج معًا. وشملت الخدمات المقدمة مؤخرًا عمليات فحص شاملة للكشف عن مرض الكوليرا في نقاط الدخول الرئيسية، مثل مطاري عدن والريان، ومنفذي الحافية ورازح البريين في محافظات حضرموت الساحل، وحضرموت الوادي، وعدن، وحجة، وصعدة. ويُعد هذا الفحص الاستباقي أمرًا بالغ الأهمية لمنع دخول المرض إلى مناطق جديدة واحتواء انتشاره. ولله الحمد، لم يتم تسجيل أي حالات اشتباه أو إصابة مؤكدة خلال هذه الفترة. وإلى جانب الفحص، نفذ المشروع 381 جلسة توعية وتثقيف صحي، استفاد منها 7,637 فردًا، بهدف تعزيز الممارسات الصحية السليمة والوقاية من الأمراض.
الأهمية والتأثير المتوقع للجهود الإغاثية
لا يمكن المبالغة في أهمية مثل هذه التدخلات. على المستوى المحلي، تساهم هذه الجهود بشكل مباشر في إنقاذ الأرواح من خلال الكشف المبكر وتوفير العلاج، ودعم المرافق الصحية بالإمدادات الطبية الأساسية مثل المحاليل الوريدية، ومحاليل الإرواء الفموي، والمضادات الحيوية، ومواد التعقيم. كما يستهدف المشروع توسيع السعة السريرية في مراكز علاج الكوليرا لتكون قادرة على استيعاب أي زيادة محتملة في الحالات. أما على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإن السيطرة على وباء الكوليرا في اليمن تعد مسألة أمن صحي عام، حيث تمنع انتشاره عبر الحدود. وتبرز هذه الجهود الدور الحيوي للمساعدات الإنسانية في تحقيق الاستقرار في الدول الهشة وتخفيف العواقب المدمرة للنزاعات على السكان المدنيين.
ويأتي هذا الدعم امتدادًا للدور الإنساني والإغاثي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية عبر ذراعها الإنساني، مركز الملك سلمان للإغاثة، للحفاظ على صحة وسلامة الشعب اليمني الشقيق والمساهمة في بناء مستقبل أكثر صحة وأمانًا.
