أمازون وجوجل: خدمة سحابية مشتركة لتسريع الاتصال الشبكي

أعلنت أمازون وجوجل عن خدمة شبكية متعددة السحابة لتوفير اتصال خاص فائق السرعة بين منصاتهما، مما يعزز الموثوقية ويدعم استراتيجيات الشركات الرقمية.
ديسمبر 1, 2025
7 mins read
أمازون وجوجل: خدمة سحابية مشتركة لتسريع الاتصال الشبكي

في خطوة استراتيجية تعكس تطور سوق الحوسبة السحابية، أعلنت شركتا التكنولوجيا العملاقتان “أمازون” و”جوجل” عن إطلاق خدمة شبكية جديدة متعددة السحابة (Multi-Cloud)، تم تطويرها بشكل مشترك لتلبية الطلب المتزايد على الاتصال فائق السرعة والموثوقية بين بيئات العمل السحابية المختلفة. تهدف هذه الخدمة إلى تمكين العملاء من إنشاء روابط خاصة وعالية الأداء بين منصة خدمات أمازون ويب (AWS) ومنصة جوجل السحابية (Google Cloud) في غضون دقائق معدودة، بدلاً من الأسابيع التي كانت تتطلبها الإجراءات التقليدية سابقًا.

السياق العام: نمو استراتيجيات السحابة المتعددة

تأتي هذه الشراكة في وقت تتبنى فيه المؤسسات بشكل متزايد استراتيجية “السحابة المتعددة”، والتي تعني استخدام خدمات من أكثر من مزود سحابي واحد. يعود هذا التوجه إلى رغبة الشركات في تجنب الاعتماد على مزود واحد (Vendor Lock-in)، والاستفادة من نقاط القوة المميزة لكل منصة، مثل تفوق جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وانتشار خدمات AWS الواسع في البنية التحتية. ومع ذلك، كان الربط بين هذه البيئات السحابية المختلفة يمثل تحديًا تقنيًا كبيرًا، حيث كان يتطلب تكوينات معقدة ومكلفة لضمان اتصال آمن وسريع، مما يعيق مرونة الشركات وقدرتها على الابتكار.

أهمية الخدمة وتأثيرها المتوقع

تكمن أهمية هذه الخدمة الجديدة في تبسيطها لعملية الربط الشبكي المعقدة. فبدلاً من الاعتماد على شبكات VPN العامة أو إعداد وصلات مخصصة باهظة الثمن، يمكن للعملاء الآن تحقيق اتصال مباشر وآمن، مما يقلل من زمن الوصول (Latency) ويزيد من عرض النطاق الترددي لنقل البيانات. ويأتي الكشف عن هذه الخدمة في أعقاب حوادث انقطاع للخدمة أثرت على كبرى الشركات، مثل انقطاع خدمات “أمازون ويب سيرفيسز” الذي وقع في 20 أكتوبر الماضي وأدى إلى توقف آلاف المواقع والتطبيقات عالميًا. تسلط مثل هذه الحوادث الضوء على أهمية بناء بنية تحتية مرنة وقادرة على الصمود، وهو ما توفره استراتيجيات السحابة المتعددة عند تطبيقها بشكل صحيح.

دفعة قوية للذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي

على الصعيد الدولي، يُتوقع أن يكون لهذه الشراكة تأثير كبير على تسريع وتيرة الابتكار، خاصة في المجالات التي تتطلب قوة حوسبة هائلة ونقل كميات ضخمة من البيانات، مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. فمع تزايد حاجة الشركات إلى تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة، أصبح نقل البيانات بين المنصات السحابية المختلفة ضرورة ملحة. تستثمر شركات مثل “ألفابت” (الشركة الأم لجوجل)، و”مايكروسوفت”، و”أمازون” مليارات الدولارات في تطوير بنيتها التحتية لمواكبة هذا النمو الهائل. ومن خلال تسهيل الاتصال بين اثنين من أكبر اللاعبين في السوق، تساهم هذه الخدمة في بناء نظام بيئي سحابي أكثر تكاملاً وانفتاحًا، مما يعود بالنفع على الشركات والمستخدمين النهائيين في جميع أنحاء العالم.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

معرض صنع في السعودية 2025: تمكين الصناعة الوطنية نحو العالمية
Previous Story

معرض صنع في السعودية 2025: تمكين الصناعة الوطنية نحو العالمية

أسعار النحاس تسجل أرقاماً قياسية وسط مخاوف نقص الإمدادات
Next Story

أسعار النحاس تسجل أرقاماً قياسية وسط مخاوف نقص الإمدادات

Latest from التقنية

أذهب إلىالأعلى