تستعد المملكة العربية السعودية لتسجيل حضور بارز في المشهد الرياضي العالمي من خلال مشاركة منتخبها الوطني للملاكمة في النسخة الثالثة والعشرين من بطولة العالم للملاكمة للنخبة للرجال “الإمارات 2025”. يُقام هذا الحدث التاريخي في مدينة دبي تحت إشراف الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA)، ويتميز بكونه النسخة الأضخم والأغلى في تاريخ البطولة الممتد منذ انطلاقها لأول مرة في هافانا، كوبا عام 1974، حيث تصل قيمة جوائزه المالية إلى 8 ملايين دولار أمريكي، وهو رقم غير مسبوق يعكس التطور الهائل الذي تشهده رياضة الملاكمة.
خلفية تاريخية وسياق إقليمي متنامٍ
تُعد بطولة العالم للملاكمة للرجال الحدث الأبرز في أجندة الملاكمة للهواة، حيث تجمع أفضل الرياضيين من جميع أنحاء العالم للتنافس على أرفع الألقاب. وعلى مدار عقود، تطورت البطولة لتصبح منصة عالمية لاكتشاف المواهب وتعزيز مكانة اللعبة. تأتي استضافة دبي لهذه النسخة لتؤكد على الدور المتنامي لمنطقة الشرق الأوسط كمركز عالمي للفعاليات الرياضية الكبرى، وهو ما يتماشى مع الرؤى الاستراتيجية لدول المنطقة، بما في ذلك رؤية السعودية 2030، التي تضع الرياضة كأحد الركائز الأساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتنويع مصادر الدخل.
أهمية المشاركة السعودية وتأثيرها المتوقع
لا تقتصر مشاركة المنتخب السعودي على مجرد المنافسة، بل تمثل جزءاً من استراتيجية وطنية شاملة لدعم المواهب وتطوير الألعاب القتالية. فالمملكة تسعى من خلال هذه المشاركات الدولية إلى صقل خبرات رياضييها، ورفع مستوى المنافسة محلياً، وإلهام جيل جديد من الشباب لممارسة الرياضة. كما أن الحضور في محفل عالمي بهذا الحجم يعزز من مكانة السعودية على الخريطة الرياضية الدولية، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون وتبادل الخبرات مع الاتحادات العالمية، مما يساهم في بناء منظومة رياضية مستدامة وقادرة على تحقيق الإنجازات.
تفاصيل البطولة وجوائزها الاستثنائية
تنطلق فعاليات البطولة رسمياً بحفل افتتاح عالمي يُقام في استاد سوق دبي الحرة بمنطقة القرهود، والذي يتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بيومها الوطني الـ 54، مما يضفي على الحدث بعداً احتفالياً خاصاً. ويسبق الافتتاح عقد الاجتماع الفني وسحب القرعة للمنتخبات المشاركة في 13 فئة وزن. ووفقاً للجدول الزمني، تمتد الأدوار التأهيلية من 3 إلى 11 ديسمبر، على أن تُقام النزالات النهائية الحاسمة يوم 13 ديسمبر. وقد وصف الاتحاد الدولي للملاكمة البطولة بأنها “مهرجان عالمي حي”، حيث سيحصل الفائز بالمركز الأول في كل فئة على جائزة مالية قدرها 300 ألف دولار. ويعكس هذا السخاء التزام رئيس الاتحاد الدولي، عمر كريمليف، بدعم الرياضيين والمنظومة الرياضية بأكملها، حيث يتم توزيع الجوائز بنسبة 50% للملاكم، و25% للمدربين، و25% للاتحاد الوطني، وهو نموذج يضمن تحقيق فائدة شاملة ومستدامة للعبة.
