في انطلاقة قوية تعكس المكانة الرائدة للمملكة في رياضة الهجن، افتتحت الهجن السعودية مشاركتها في بطولة “كأس وزارة الرياضة للهجن 2025” بتحقيق إنجازات لافتة، حيث حصدت أحد الكؤوس الأربعة الافتتاحية وظفرت بلقب 13 شوطاً في فئة “الحقايق”. وتأتي هذه المنافسات، التي ينظمها الاتحاد السعودي للهجن لأول مرة على أرض ميدان الجنادرية التاريخي، كجزء من الموسم الرياضي 2024/2025، وبجوائز مالية ضخمة تتجاوز 10 ملايين ريال سعودي، مما يؤكد الدعم الكبير الذي تحظى به هذه الرياضة التراثية العريقة.
خلفية تاريخية وأهمية ثقافية
تُعد سباقات الهجن جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي لشبه الجزيرة العربية والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص. فهذه الرياضة، التي تمتد جذورها لقرون، لم تكن مجرد منافسة، بل كانت وسيلة لإظهار قوة وفخر القبائل وأصالة سلالات الإبل. وفي ظل رؤية المملكة 2030، شهدت رياضة الهجن نقلة نوعية، حيث تحولت من ممارسة تقليدية إلى رياضة احترافية منظمة، مع تأسيس اتحادات متخصصة وبناء ميادين سباق عالمية المستوى مثل ميدان الجنادرية، الذي يُعتبر معلماً بارزاً في عالم سباقات الهجن، مستضيفاً فعاليات كبرى تجذب أفضل الملاك والمضمرين من جميع أنحاء العالم.
تفاصيل اليوم الافتتاحي والمنافسة الخليجية
شهد اليوم الأول من البطولة منافسة محتدمة، حيث توّج الأستاذ محمد حماد البلوي، نائب رئيس الاتحاد السعودي للهجن، الفائزين في ختام الأشواط. وأقيم خلال اليوم 36 شوطاً لفئة “الحقايق”، قطعت فيها المطايا المشاركة مسافة إجمالية بلغت 144 كيلومتراً، بواقع 4 كيلومترات لكل شوط. وبرزت المطية “رايق” لمالكها السعودي حسن فالح آل عامر، التي خطفت لقب الشوط الرابع وكأس وزارة الرياضة (قعدان ـ عام)، مسجلةً التوقيت الأفضل في الفئة بزمن قدره 5:55.147 دقائق. فيما ذهبت الكؤوس الأخرى لملاك من دول خليجية شقيقة، حيث فازت المطية “صيد” لمالكها الإماراتي حمد نهيان العامري بكأس الشوط الأول (بكار ـ مفتوح)، والمطية “غار” لمالكها القطري عبدالهادي خليل الهاجري بكأس الشوط الثاني (قعدان ـ مفتوح)، والمطية “مشكورة” لمالكها الإماراتي محمد سلطان الكتبي بكأس الشوط الثالث (بكار ـ عام). هذا التوزيع للألقاب يعكس قوة المنافسة الإقليمية ويرسخ مكانة البطولة كملتقى لنخبة الهجن في الخليج.
التأثير الاقتصادي والرياضي للبطولة
لا يقتصر تأثير بطولة كأس وزارة الرياضة على الجانب الرياضي فحسب، بل يمتد ليشمل أبعاداً اقتصادية واجتماعية هامة. فالجوائز المالية الكبيرة تحفز الملاك على الاستثمار في أفضل سلالات الهجن وتطويرها، مما ينعش سوق الإبل ويعزز الصناعات المرتبطة بها. كما تساهم مثل هذه الفعاليات الكبرى في تعزيز السياحة الرياضية، وجذب الزوار والمهتمين من داخل المملكة وخارجها. وتُعد هذه البطولة، وهي الثامنة في روزنامة الاتحاد السعودي للهجن للموسم الحالي، محطة رئيسية تسبقها وتليها فعاليات كبرى أخرى مثل مهرجان ولي العهد للهجن، مما يضمن استمرارية الزخم والحفاظ على مكانة المملكة كعاصمة لرياضة الهجن عالمياً.