تستعد العاصمة السعودية الرياض لاحتضان حدث علمي بارز، حيث تنطلق يوم الثلاثاء الموافق 2 ديسمبر 2025م، أعمال المؤتمر الدولي السابع للجمعية العربية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي (ASFSFM2025). يُنظم المؤتمر، الذي يستمر حتى 4 ديسمبر، في رحاب جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، التي تعد الذراع العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب، مما يمنح الحدث ثقلاً إقليمياً ودولياً كبيراً.
خلفية تاريخية وأهمية متزايدة لعلوم الأدلة الجنائية
تأتي أهمية هذا المؤتمر في سياق التطور الهائل الذي شهدته علوم الأدلة الجنائية على مر العقود. فبعد أن كانت تقتصر على أساليب تقليدية مثل تحليل البصمات، شهد هذا المجال ثورة تقنية كبرى مع ظهور تحليل الحمض النووي (DNA)، والتحليل الرقمي، والكيمياء الجنائية المتقدمة. لقد أصبحت الأدلة المادية الركيزة الأساسية في نظم العدالة الجنائية الحديثة، حيث تساهم في كشف غموض الجرائم المعقدة، وتحديد هوية الجناة بدقة علمية، وتبرئة الأبرياء. وتلعب جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية دوراً محورياً في المنطقة من خلال تبني هذه التطورات وتوفير منصات علمية لتبادل الخبرات وتطوير الكوادر الأمنية العربية لمواكبة هذه المستجدات.
أهداف المؤتمر ومحاوره الرئيسية
يهدف المؤتمر إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، أبرزها استعراض أحدث التقنيات المبتكرة في مجالات الطب الشرعي وعلوم الأدلة الجنائية. كما يسعى إلى تعزيز التعاون بين الخبراء والأكاديميين وأجهزة إنفاذ القانون من مختلف أنحاء العالم، من خلال تبادل المعرفة والخبرات التقنية. ومن بين المحاور الرئيسية التي سيناقشها المؤتمر: علم الوراثة الجنائي، وعلم السموم والكيمياء الجنائية، والطب الشرعي، إضافة إلى المجالات المستجدة مثل الأمن السيبراني والتحقيقات الجنائية الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في التحقيقات الجنائية، مما يعكس استجابة المؤتمر للتحديات الأمنية المعاصرة.
تأثير محلي وإقليمي ودولي متوقع
على الصعيد المحلي، يتماشى المؤتمر مع أهداف رؤية السعودية 2030 في بناء مجتمع آمن ومواكبة التحول الرقمي، من خلال رفع كفاءة الأجهزة الأمنية والعدلية في المملكة. إقليمياً، يوفر المؤتمر منصة حيوية لتوحيد المعايير والإجراءات بين الدول العربية، مما يعزز التعاون في مكافحة الجرائم المنظمة والعابرة للحدود. أما على الصعيد الدولي، فإن المشاركة الواسعة من خبراء من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وأستراليا، ودول أخرى، تجعل من المؤتمر ملتقى عالمياً لتبادل أفضل الممارسات ومواجهة التحديات الأمنية العالمية المشتركة. ومن المتوقع أن تسهم مخرجات المؤتمر وورش العمل المصاحبة له في تطوير بروتوكولات العمل الجنائي ودعم أنظمة العدالة على كافة المستويات.
ويؤكد تنظيم هذا الحدث الدولي على الدور الريادي الذي تضطلع به جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مواجهة الأنماط الإجرامية الجديدة التي أفرزها التقدم التقني، وتعزيز التعاون الدولي كضرورة حتمية لضمان الأمن والاستقرار العالميين.
