أعلن قائد منتخب مصر ونجم أرسنال الإنجليزي السابق، محمد النني، في تصريح لوكالة فرانس برس، أنه لم يتردد لحظة في قبول دعوة الانضمام لتشكيلة “الفراعنة” الرديفة، التي تستعد لخوض غمار منافسات كأس العرب 2025 لكرة القدم، والتي تنطلق فعالياتها يوم الاثنين في قطر. ويأتي هذا التصريح ليؤكد على الروح الوطنية العالية التي يتمتع بها اللاعب المخضرم، ورغبته الدائمة في خدمة قميص المنتخب بغض النظر عن طبيعة البطولة أو تصنيف الفريق المشارك.
خلفية تاريخية وأهمية البطولة
تعتبر بطولة كأس العرب من أعرق المسابقات الإقليمية في المنطقة، حيث انطلقت نسختها الأولى عام 1963. وعلى مر تاريخها، شكلت البطولة منصة هامة للتنافس الرياضي الشريف وتعزيز الروابط بين الدول العربية. وقد حظيت مصر بنصيب من أمجادها، حيث توجت باللقب مرتين في عامي 1988 (بشكل غير رسمي) و1992. وشهدت النسخة الأخيرة التي أقيمت في قطر عام 2021 تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نجاحاً تنظيمياً وجماهيرياً كبيراً، حيث كانت بمثابة بروفة مصغرة لكأس العالم 2022. وفي تلك النسخة، قدم المنتخب المصري أداءً قوياً واحتل المركز الرابع، مما يضع على عاتق الفريق الحالي مسؤولية الظهور بشكل مشرف والسعي لتحقيق إنجاز أفضل.
النني: “لا يوجد منتخب ثانٍ لمصر”
أوضح النني، ابن الثالثة والثلاثين، قائلاً: “إن كان بمقدوري خدمة منتخب مصر فسأفعل ذلك دون تفكير. نحترم الجميع لكننا أتينا إلى هنا للتتويج باللقب وسنحقق هذا الهدف بمشيئة الله”. وشدد لاعب وسط الجزيرة الإماراتي حالياً على فكرة الوحدة الوطنية، مضيفاً: “لا يوجد شيء اسمه منتخب ثانٍ، هذا منتخب يلعب باسم مصر ويضم لاعبين أصحاب خبرات قادرين على المنافسة بقوة ولم لا التتويج بالبطولة”. وتعكس تصريحاته الدور القيادي الذي يلعبه داخل وخارج الملعب، حيث يسعى لرفع معنويات زملائه وتوحيد الصفوف خلف هدف واحد.
تحديات وتطلعات المنتخب الرديف
يأتي قرار الاتحاد المصري لكرة القدم بالمشاركة بمنتخب رديف في ظل استعدادات المنتخب الأول، بقيادة المدرب حسام حسن والنجم العالمي محمد صلاح، لخوض نهائيات كأس أمم إفريقيا في المغرب، والتي تنطلق في 21 ديسمبر. وقد تم تكليف الخبير حلمي طولان، عضو اللجنة الفنية بالاتحاد، بتشكيل وقيادة هذا المنتخب، في خطوة تهدف إلى توسيع قاعدة اللاعبين الدوليين ومنح فرصة للعناصر المميزة في الدوري المحلي لإثبات جدارتها. واجه طولان بعض الصعوبات، أبرزها أزمة رفض نادي بيراميدز ترك لاعبيه في البداية لارتباطاته المحلية والقارية، قبل أن يسمح بانضمام المهاجم مروان حمدي. ورغم هذه المعوقات، عبر طولان عن ثقته في قائمته التي تضم مزيجاً من الخبرة والشباب، مؤكداً أن الهدف هو “تقديم أفضل صورة تليق بكرة القدم المصرية”.
التأثير المحلي والإقليمي للبطولة
على الصعيد المحلي، تمثل هذه المشاركة فرصة ذهبية للاعبين مثل محمد مجدي “أفشه” ومحمد شريف ومحمود حمدي “الونش” لاستعادة مستوياتهم الدولية وتقديم أوراق اعتمادهم للجهاز الفني للمنتخب الأول. كما يأمل طولان أن تكون هذه التجربة نواة لمنتخب دائم للمحليين، يمكنه المشاركة بانتظام في بطولة الأمم الأفريقية للمحليين (الشان) التي غابت عنها مصر طويلاً. إقليمياً، تكتسب البطولة أهمية كبرى في ظل التنافس التقليدي بين المنتخبات العربية، حيث أوقعت القرعة مصر في المجموعة الثالثة إلى جانب الكويت والإمارات والأردن، مما ينبئ بمواجهات قوية ومثيرة. ومع انطلاق مشوار الفراعنة بمواجهة الكويت على استاد لوسيل المونديالي، يعول الفريق على الدعم الجماهيري الكبير من الجالية المصرية في الدوحة، والذي وصفه طولان بأنه “رهان أساسي” لدفع اللاعبين نحو المنافسة على اللقب.