تتجه أنظار عشاق كرة القدم العربية يوم الثلاثاء إلى استاد لوسيل المونديالي، حيث يجمع لقاء قمة بين منتخبي الكويت ومصر في مستهل مشوارهما ضمن المجموعة الثالثة من بطولة كأس العرب، التي تضم أيضاً الأردن والإمارات. وتمثل هذه المباراة اختباراً حقيقياً لطموحات الفريقين في بطولة اكتسبت زخماً كبيراً كونها تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وتعتبر بروفة تشغيلية لكأس العالم 2022.
خلفية تاريخية وسياق البطولة
تعود بطولة كأس العرب، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1963، لتجمع أفضل المنتخبات العربية على أرض قطر، بعد توقف دام لسنوات. وتكتسب هذه النسخة أهمية خاصة كونها المرة الأولى التي تقام فيها بإشراف مباشر من الفيفا، مما يمنحها طابعاً رسمياً ويجعلها منصة مثالية للمنتخبات المشاركة لاختبار قدراتها على أعلى مستوى. المواجهة بين الكويت ومصر تحمل في طياتها تاريخاً طويلاً من المنافسة، حيث يمثل “الأزرق” الكويتي أحد أعرق منتخبات الخليج وصاحب إنجازات تاريخية أبرزها الفوز بكأس آسيا 1980 والتأهل لكأس العالم 1982، بينما يدخل “الفراعنة” كأنجح منتخب في أفريقيا بسبعة ألقاب قارية، وحامل لقب نسخة 1992 من كأس العرب.
الأزرق الكويتي بمعنويات مرتفعة وطموح متجدد
يدخل منتخب الكويت اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد تحقيقه فوزاً مهماً على موريتانيا بهدفين نظيفين في الملحق المؤهل لدور المجموعات. ويعول الفريق، تحت قيادة المدرب البرتغالي هيليو سوزا، على الدعم الجماهيري الكبير المتوقع، خاصة بعد أن بادر الاتحاد الكويتي لكرة القدم بتوفير رحلات خاصة للجماهير إلى الدوحة. ويبرز في صفوف الأزرق مجموعة من اللاعبين المميزين مثل محمد دحام، الذي كان له بصمة واضحة في مباراة موريتانيا، والمهاجم المخضرم يوسف ناصر، والحارس المتألق خالد الرشيدي. كما تشهد التشكيلة عودة المهاجم شبيب الخالدي بعد انتهاء فترة إيقافه، مما يمنح الخط الأمامي خياراً إضافياً، في حين سيفتقد الفريق لخدمات المدافع خالد إبراهيم بسبب الإصابة.
الفراعنة بقائمة قوية وهدف استعادة اللقب
على الجانب الآخر، تشارك مصر في البطولة بجدية تامة تحت قيادة مدربها البرتغالي كارلوس كيروش، الذي استدعى قائمة تضم أبرز نجوم الدوري المحلي لتعويض غياب المحترفين في أوروبا. ورغم غياب محمد صلاح، إلا أن القائمة تضم أسماء وازنة قادرة على صنع الفارق، مثل الحارس محمد الشناوي، والمدافع الصلب محمود حمدي “الونش”، ونجوم خط الوسط عمرو السولية وأكرم توفيق، والمهاجم الخطير محمد شريف. ويهدف المنتخب المصري إلى تحقيق بداية قوية أمام الكويت لإرسال رسالة واضحة عن نيته في المنافسة بقوة على اللقب وتكرار إنجاز عام 1992 عندما توج بالبطولة للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه.
أهمية المباراة وتأثيرها المتوقع
تتجاوز أهمية المباراة مجرد الحصول على النقاط الثلاث. بالنسبة للكويت، هي فرصة لإثبات عودة “الأزرق” إلى الساحة العربية بقوة واكتساب الخبرة اللازمة لجيل جديد من اللاعبين. أما بالنسبة لمصر، فهي محطة إعداد مهمة لبطولة كأس الأمم الأفريقية القادمة، وفرصة للجهاز الفني لتقييم اللاعبين المحليين عن قرب. إقليمياً، تمثل المباراة ديربي عربي مثير يجمع بين مدرستين كرويتين مختلفتين، مما يضمن مواجهة تكتيكية وفنية على مستوى عالٍ، ويشعل حماس الجماهير العربية المتابعة للبطولة.
