يستهل المنتخب المغربي لكرة القدم، المشارك بتشكيلة رديفة، مشواره في بطولة كأس العرب المقامة في قطر، عندما يواجه منتخب جزر القمر، في لقاء إفريقي خالص يُقام غدًا الثلاثاء على استاد خليفة الدولي في الريان. يدخل “أسود الأطلس” البطولة كأحد أبرز المرشحين لنيل اللقب، مدعومًا بسمعة كروية متصاعدة وضعته في مصاف الكبار عالميًا.
تأتي هذه المشاركة في سياق تاريخي حافل للكرة المغربية، التي شهدت طفرة نوعية في السنوات الأخيرة. فالإنجاز التاريخي للمنتخب الأول بالوصول إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022 لا يزال يتردد صداه في الأوساط الكروية العالمية، كما أن النجاحات على مستوى الفئات السنية، مثل تتويج منتخب الشباب بكأس العالم تحت 20 عامًا، تؤكد على عمق المواهب واستدامة المشروع الكروي في المملكة. وعلى الرغم من أن الفريق المشارك في كأس العرب هو الفريق الرديف، إلا أن التوقعات والطموحات تظل مرتفعة، حيث يُنظر إلى هذه البطولة كمنصة مثالية لاختبار اللاعبين ومنحهم فرصة لإثبات جدارتهم.
من جانبه، أكد المدرب طارق السكتيوي على الجاهزية الكاملة والعزيمة القوية لدى لاعبيه، مصرحًا بأن “الهدف الأول هو عبور دور المجموعات، بعدها سنمضي خطوة بخطوة نحو تحقيق هدفنا الأسمى”. ولتحقيق ذلك، حشد السكتيوي قائمة تضم مزيجًا من الخبرة والشباب، يتقدمهم مهاجمون مخضرمون مثل عبد الرزاق حمدالله ووليد أزارو، اللذين يمتلكان خبرة واسعة في الملاعب العربية والإفريقية. ورغم غياب أشرف بنشرقي عن المباراتين الأوليين بسبب الإصابة، إلا أن التشكيلة تظل قادرة على تقديم أداء قوي. وتكتسب البطولة أهمية إضافية كونها فرصة للعديد من الأسماء لطرق أبواب المنتخب الأول الذي يقوده المدرب وليد الركراكي، خاصة قبل الإعلان عن القائمة النهائية لكأس الأمم الإفريقية التي يستضيفها المغرب.
في المقابل، يدخل منتخب جزر القمر البطولة بمعنويات عالية وتاريخ مشرف حديثًا. يشارك منتخب “السيلاكانت” (Coelacanths) في النهائيات العربية للمرة الأولى في تاريخه، بعد تأهله المثير على حساب اليمن بركلات الترجيح. وقد أثبت هذا المنتخب أنه من القوى الصاعدة في القارة الإفريقية، بعد أن خطف الأنظار في كأس الأمم الإفريقية 2022 ببلوغه الأدوار الإقصائية في أول مشاركة له، مقدمًا أداءً بطوليًا. ويقود الفريق المدرب الملغاشي حمادة جمباي، الذي يتبنى فلسفة هجومية واضحة، حيث قال: “فلسفتي هي اللعب بالكرة. أريد لفريقي أن يطوّر أسلوب اللعب… إما أن تفوز أو تخسر، لكن يجب أن تلعب”.
تمثل المباراة مواجهة بين طموحات متباينة؛ فالمغرب يسعى لتأكيد هيمنته الإقليمية وإضافة لقب جديد إلى خزائنه، بينما تأمل جزر القمر في مواصلة كتابة التاريخ وتحقيق مفاجأة تليق بسمعتها كفريق عنيد لا يستهان به. ولا شك أن البطولة ككل ستشهد منافسة شرسة، في ظل وجود منتخبات قوية مثل مصر، الجزائر، تونس، بالإضافة إلى القوى الآسيوية كالسعودية وقطر والأردن، مما يعد بمباريات مثيرة وجماهيرية على الأراضي القطرية.