عودة مؤثرة من قلب المسرح
بعد فترة من القلق والترقب، أطل “أمير الغناء العربي” ماجد المهندس على جمهوره من جديد، معلناً عن تعافيه الكامل واستئناف نشاطه الفني. كانت عودته من خلال حفل جماهيري كبير في أبوظبي يوم 28 نوفمبر، حيث وقف على خشبة المسرح الذي طالما عشقه، ليشارك محبيه لحظات من الامتنان والفرح، مؤكداً أن قلبه عاد لينبض فناً وحباً لجمهوره الذي انتظره طويلاً. جاءت هذه العودة لتطوي صفحة أسابيع من الغياب فرضتها وعكة صحية دقيقة استدعت تدخلاً جراحياً عاجلاً في القلب.
أزمة صحية مفاجئة بعد موسم الحج
بدأت القصة تتكشف للعلن بعد أن أدى الفنان ماجد المهندس مناسك الحج في يونيو الماضي. حيث أعلنت شركة “روتانا” للصوتيات والمرئيات، المسؤولة عن إدارة أعماله، عن تعرضه لوعكة صحية طارئة نُقل على إثرها إلى أحد مستشفيات مدينة جدة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. أثار الخبر قلقاً واسعاً في الأوساط الفنية والجماهيرية، نظراً للمكانة الكبيرة التي يحظى بها المهندس في الوطن العربي. وقد أصدرت الشركة بياناً رسمياً طمأنت فيه الجمهور، معربة عن دعمها الكامل له وتمنياتها بالشفاء العاجل، ومؤكدة ثقتها بعودته القوية إلى الساحة الفنية فور تماثله للشفاء.
رحلة التعافي في أوروبا
بعد استقرار حالته الصحية ومغادرته المستشفى، توجه ماجد المهندس إلى أوروبا لقضاء فترة نقاهة واستجمام بعيداً عن ضغوط العمل. وقد حرصت “روتانا” على إبقاء الجمهور على اطلاع بتطورات حالته الصحية، حيث كشف حساب “روتانا موسيقى” عبر منصة “إكس” في الأول من سبتمبر أن المهندس يواصل فترة تعافيه في العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن أمضى أياماً في لندن. كانت هذه التحديثات بمثابة رسائل طمأنة لمحبيه، وأظهرت الدعم الكبير الذي يتلقاه من شركة الإنتاج التي ترافقه في مسيرته الفنية.
مسيرة فنية حافلة لأمير الغناء العربي
يُعد ماجد المهندس، المولود في بغداد، واحداً من أبرز أعمدة الأغنية العربية المعاصرة. بدأت مسيرته الفنية في التسعينيات، وسرعان ما استطاع أن يبني لنفسه قاعدة جماهيرية عريضة بفضل صوته العذب وإحساسه المرهف واختياراته الفنية الراقية التي تجمع بين الأصالة والتجديد. لُقب بـ”أمير الغناء العربي” تقديراً لموهبته ومسيرته التي أثرى خلالها المكتبة الموسيقية العربية بأغانٍ خالدة مثل “تناديك”، “عطشان”، “واحشني موت”، وغيرها الكثير. وتتميز حفلاته بحضور جماهيري ضخم، مما يجعله أحد أكثر الفنانين طلباً لإحياء المهرجانات والحفلات الكبرى في الخليج والوطن العربي.
أهمية العودة وتأثيرها في المشهد الفني
لم تكن عودة ماجد المهندس مجرد حفل فني، بل كانت حدثاً مهماً يحمل دلالات كثيرة. على الصعيد المحلي والإقليمي، تمثل عودته استقراراً للساحة الفنية الخليجية والعربية التي يُعتبر أحد فرسانها. كما أنها بعثت برسالة أمل لجمهوره العريض الذي تفاعل بحب وقلق مع أزمته الصحية. إن وقوفه مجدداً على المسرح بكامل طاقته وحيويته لا يؤكد تعافيه الجسدي فحسب، بل يعكس أيضاً قوة إرادته وشغفه بفنه، وهو ما يعزز مكانته كفنان ملهم ومؤثر في قلوب الملايين.
