واصل نادي ريال مدريد، حامل اللقب، نزيف النقاط في رحلة الدفاع عن لقبه في الدوري الإسباني لكرة القدم، بعد أن سقط في فخ التعادل الإيجابي بنتيجة 1-1 أمام ضيفه جيرونا، في مباراة مثيرة أقيمت على ملعب سانتياغو برنابيو ضمن منافسات المرحلة الثانية عشرة. وبهذه النتيجة، فرّط النادي الملكي في فرصة توسيع الفارق في الصدارة، مقدماً هدية ثمينة لغريمه التقليدي برشلونة الذي بات على بعد نقطة واحدة فقط.
خلفية اللقاء وسياقه التنافسي
دخل ريال مدريد المباراة وهو يتربع على قمة ترتيب “الليغا” وبمعنويات مرتفعة بعد سلسلة من النتائج الإيجابية محلياً وأوروبياً. كان الفريق بقيادة المدرب كارلو أنشيلوتي يسعى لتحقيق فوز يبقيه في مقعد القيادة المريح. في المقابل، قدم جيرونا، العائد حديثاً إلى دوري الأضواء، نفسه كمنافس عنيد لا يستهان به، حيث أظهر قدرة على إحراج الكبار بأسلوبه المنظم وهجماته المرتدة السريعة، وكان يطمح للخروج بنتيجة تاريخية من معقل بطل إسبانيا وأوروبا.
تفاصيل وأحداث المباراة الدرامية
سيطر ريال مدريد على مجريات اللعب منذ البداية، لكنه اصطدم بدفاع صلب ومنظم من جانب الفريق الكتالوني. تعددت محاولات النادي الملكي التي كان أخطرها تسديدة قوية من البرازيلي رودريغو ارتطمت بالقائم. وعلى الرغم من الضغط المستمر، انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي. في الشوط الثاني، كثف ريال مدريد من ضغطه ونجح أخيراً في فك شفرة الدفاعات عبر نجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي سجل هدف التقدم في الدقيقة 70 بعد تمريرة حاسمة من فيديريكو فالفيردي.
لكن فرحة أصحاب الأرض لم تدم طويلاً، ففي الدقيقة 80، احتسب حكم المباراة ركلة جزاء مثيرة للجدل لصالح جيرونا بعد العودة لتقنية الفيديو المساعد (VAR) التي أظهرت لمسة يد على ماركو أسينسيو داخل المنطقة. انبرى لها المهاجم الأوروغوياني المخضرم كريستيان ستواني، وسددها بنجاح في شباك الحارس تيبو كورتوا، مدركاً التعادل لفريقه. زادت المباراة إثارة في دقائقها الأخيرة، حيث ألغي هدف لرودريغو بداعي وجود خطأ على حارس المرمى، كما شهدت المباراة طرد لاعب الوسط الألماني توني كروس للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية، ليكمل ريال مدريد اللقاء بعشرة لاعبين.
تأثير النتيجة على سباق اللقب
يعتبر هذا التعادل بمثابة خسارة لريال مدريد، حيث فقد نقطتين ثمينتين على أرضه، مما سمح لبرشلونة بتقليص الفارق إلى نقطة واحدة فقط، ليشتعل الصراع على لقب الدوري الإسباني مبكراً. أما بالنسبة لجيرونا، فإن الحصول على نقطة من ملعب البرنابيو يعد إنجازاً تاريخياً يعزز من ثقة الفريق في موسمه الصعب ويمنحه دفعة معنوية كبيرة في صراعه من أجل البقاء في دوري الدرجة الأولى. وأثبتت المباراة مجدداً أن “الليغا” بطولة لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وأن كل نقطة لها ثمنها في سباق اللقب الطويل والشاق.