بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقيتي عزاء ومواساة لفخامة الرئيس جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا، في ضحايا الفيضانات والانزلاقات الأرضية التي اجتاحت جزيرة سومطرة مؤخراً وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين.
وأعرب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد في برقيتيهما عن بالغ التعازي وصادق المواساة لفخامة الرئيس الإندونيسي ولأسر المتوفين وللشعب الإندونيسي الشقيق، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
خلفية الكارثة الطبيعية في سومطرة
تأتي هذه المواساة في أعقاب كارثة طبيعية مدمرة ضربت عدة مناطق في مقاطعة سومطرة الغربية بإندونيسيا، حيث تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدى ساعات طويلة في حدوث فيضانات عارمة وانزلاقات أرضية. وتفاقمت الكارثة بسبب تدفقات “اللاهار” أو ما يُعرف بـ “الحمم البركانية الباردة” من جبل مارابي، وهو أحد أنشط البراكين في البلاد. واللاهار هو مزيج كثيف من الرماد البركاني والحطام الصخري والمياه، يتدفق بسرعة هائلة ويدمر كل ما في طريقه، مما أدى إلى تفاقم الأضرار وارتفاع عدد الضحايا بشكل مأساوي.
الأهمية والتأثير الإقليمي والدولي
تُعد إندونيسيا، أكبر أرخبيل في العالم، من أكثر الدول عرضة للكوارث الطبيعية نظراً لوقوعها على “حزام النار” في المحيط الهادئ، حيث تكثر الزلازل والأنشطة البركانية. وتتكرر الفيضانات والانزلاقات الأرضية بشكل شبه سنوي خلال موسم الأمطار، مما يضع ضغطاً هائلاً على البنية التحتية والمجتمعات المحلية. إن حجم الكارثة الأخيرة في سومطرة يسلط الضوء على التحديات المستمرة التي تواجهها جاكرتا في مجال إدارة الكوارث والتكيف مع التغيرات المناخية التي تزيد من حدة الظواهر الجوية المتطرفة.
على الصعيد الدولي، تعكس برقية العزاء من القيادة السعودية عمق العلاقات الثنائية والأخوية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا، التي تُعد أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان. ولا تقتصر هذه اللفتة على كونها واجباً دبلوماسياً، بل هي تأكيد على التضامن الإنساني والإسلامي في أوقات الشدائد، وتعزيز للروابط القوية التي تجمع البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. كما تحفز مثل هذه المواقف الدعم الدولي وتلفت انتباه المنظمات الإغاثية العالمية لتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين والمساهمة في جهود إعادة الإعمار.