بترو يهاجم ترامب: تصريحات فنزويلا تهدد القانون الدولي

الرئيس الكولومبي غوستافو بترو يدين بشدة تصريحات دونالد ترامب حول إغلاق المجال الجوي لفنزويلا، معتبراً إياها خرقاً للسيادة ومبادئ القانون الدولي.
نوفمبر 30, 2025
7 mins read
بترو يهاجم ترامب: تصريحات فنزويلا تهدد القانون الدولي

في تصعيد دبلوماسي لافت، انتقد الرئيس الكولومبي غوستافو بترو بشدة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن فنزويلا، مؤكداً أنه لا يحق لأي رئيس أجنبي إعلان إغلاق المجال الجوي لدولة أخرى ذات سيادة. وجاءت تصريحات بترو رداً على إعلان ترامب، الذي قال فيه إنه ينبغي اعتبار المجال الجوي لفنزويلا “مغلقاً بالكامل”، في خطوة اعتبرتها كاراكاس “تهديداً استعمارياً”.

وتساءل الرئيس الكولومبي، في رسالة نشرها عبر منصة “إكس”، قائلاً: “أود أن أعرف بموجب أي قاعدة من قواعد القانون الدولي يُمكن لرئيس دولة ما إغلاق المجال الجوي لدولة أخرى؟”. وأضاف بترو، متحدثاً أيضاً بصفته الرئيس المؤقت لمجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك)، أن مثل هذا الإجراء يقوض أسس العلاقات الدولية، قائلاً: “لا يُمكن لرئيس أجنبي إغلاق مجال جوي وطني، وإلا فإن مفهومي السيادة الوطنية والقانون الدولي سينتهيان”.

سياق الأزمة والخلفية التاريخية

تأتي هذه التصريحات في سياق علاقات متوترة تاريخياً بين الولايات المتحدة وفنزويلا، والتي وصلت إلى ذروتها خلال إدارة ترامب. انتهجت واشنطن سياسة “الضغط الأقصى” على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، وشملت فرض عقوبات اقتصادية قاسية، والاعتراف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيساً مؤقتاً، والتلويح المستمر بالخيار العسكري. وكان الهدف من هذه السياسة هو إجبار مادورو على التنحي عن السلطة وسط أزمة اقتصادية وإنسانية حادة تعصف بالبلاد منذ سنوات.

أهمية الموقف الكولومبي وتأثيره

يكتسب موقف الرئيس غوستافو بترو أهمية خاصة نظراً للتحول الكبير في السياسة الخارجية الكولومبية. ففي عهد الحكومات السابقة، كانت كولومبيا حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في استراتيجيتها ضد فنزويلا، بل وكانت مركزاً لدعم المعارضة الفنزويلية. أما الآن، ومع وصول بترو، أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا الحديث، تسعى بوغوتا إلى إعادة تطبيع العلاقات مع جارتها وإلى لعب دور دبلوماسي يرتكز على الحوار واحترام سيادة الدول. ويمثل تصريحه دفاعاً ليس فقط عن فنزويلا، بل عن مبدأ عدم التدخل الذي تتبناه العديد من دول أمريكا اللاتينية.

التداعيات الإقليمية والدولية

على الصعيد الإقليمي، يعكس موقف بترو، بصفته رئيساً لـ(سيلاك)، توجهاً متنامياً في المنطقة لرفض التدخلات الخارجية والسعي لحل المشاكل الإقليمية عبر آليات خاصة. أما دولياً، فإن هذا الجدل يسلط الضوء على خطورة التصريحات التي قد تؤثر على سلامة الطيران المدني. وكانت سلطات الطيران الأمريكية قد حذرت بالفعل الطائرات من التحليق في المجال الجوي الفنزويلي بسبب “تدهور الوضع الأمني والنشاط العسكري المكثف”، مما دفع العديد من شركات الطيران الكبرى في أمريكا الجنوبية إلى تعليق رحلاتها، الأمر الذي يزيد من عزلة فنزويلا ويعمق من معاناة شعبها.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

كأس العرب قطر 2025: الملاعب، المواعيد، وكل ما تريد معرفته
Previous Story

كأس العرب قطر 2025: الملاعب، المواعيد، وكل ما تريد معرفته

فيضانات آسيا: مقتل المئات في إندونيسيا وسريلانكا وتايلاند
Next Story

فيضانات آسيا: مقتل المئات في إندونيسيا وسريلانكا وتايلاند

Latest from السياسة

أذهب إلىالأعلى