عودة وهج المونديال: قطر تحتضن كأس العرب 2025
تتجه أنظار عشاق كرة القدم العربية مجدداً إلى دولة قطر، التي تستعد لاستضافة النسخة المرتقبة من بطولة كأس العرب 2025، والمقرر إقامتها خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر 2025. تأتي هذه البطولة لتؤكد على مكانة قطر كعاصمة للرياضة في المنطقة، مستفيدة من الإرث الكبير الذي خلفه تنظيمها التاريخي لكأس العالم 2022.
ستُقام البطولة بمشاركة نخبة من المنتخبات العربية، في نسخة تُعد الأضخم والأكثر ترقباً، خاصة بعد النجاح الباهر الذي حققته نسخة 2021، والتي أقيمت تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لأول مرة وشكلت بروفة مثالية للمونديال. واليوم، تعود الأجواء الحماسية لتملأ ستة من الملاعب المونديالية التي أبهرت العالم، مما يضمن تجربة استثنائية للاعبين والجماهير على حد سواء.
خلفية تاريخية وأهمية متجددة للبطولة
تتمتع بطولة كأس العرب بتاريخ عريق يمتد لعقود، لكن نسخة 2021 في قطر أعادت إحياءها ووضعتها على الخارطة العالمية. لقد أثبتت تلك النسخة قدرة البطولة على توحيد الشعوب العربية تحت راية الرياضة، كما منحت المنتخبات فرصة نادرة للتنافس على ملاعب عالمية المستوى. وتأتي نسخة 2025 لتكمل هذا المسار، حيث لا تقتصر أهميتها على الجانب الرياضي فحسب، بل تمتد لتشمل تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية بين الدول العربية. على الصعيد الدولي، تُظهر استضافة قطر للبطولة استدامة الإرث المونديالي، وتؤكد على أن البنية التحتية التي تم تشييدها ليست مجرد منشآت مؤقتة، بل هي أصول مستدامة لخدمة الرياضة في المنطقة والعالم.
الملاعب المونديالية في خدمة الكرة العربية
سيتم توزيع مباريات البطولة على ستة ملاعب عالمية المستوى، تمثل أيقونات معمارية ورياضية. وستكون هذه الملاعب مسرحاً لمنافسات قوية، بدءاً من مباراة الافتتاح وحتى النهائي الحلم.
استاد البيت
سيحتضن استاد البيت مباراة الافتتاح، تماماً كما فعل في مونديال 2022. يقع الاستاد في مدينة الخور ويتسع لأكثر من 60 ألف متفرج، ويتميز بتصميمه الفريد المستوحى من شكل الخيمة العربية التقليدية (بيت الشعر)، مما يجسد كرم الضيافة والتراث القطري الأصيل. من المتوقع أن تكون الأجواء الجماهيرية في الافتتاح استثنائية.
استاد لوسيل
أيقونة الملاعب القطرية وأكبرها بسعة تتجاوز 80 ألف متفرج، سيعود استاد لوسيل ليكون مسرحاً للحدث الأهم، حيث سيستضيف المباراة النهائية لكأس العرب 2025. هذا الملعب الذي شهد تتويج الأرجنتين بكأس العالم 2022، يتميز بتصميمه الذهبي المستوحى من تداخل الضوء والظل الذي يميز الفنار العربي التقليدي (الفانوس)، ويقدم تجربة مشاهدة لا مثيل لها بفضل تقنياته المتطورة.
استاد خليفة الدولي
يُعد استاد خليفة الدولي أقدم الملاعب في قطر وأكثرها عراقة، وهو شاهد على تاريخ الرياضة القطرية. تم تجديده بالكامل ليتوافق مع أحدث المعايير العالمية قبل مونديال 2022، ويتسع لنحو 40 ألف متفرج. يتميز بقوسيه المزدوجين الشاهقين اللذين أصبحا رمزاً معمارياً في سماء الدوحة.
استاد أحمد بن علي
يقع في منطقة الريان ويعكس في تصميمه الخارجي المموج رموز الثقافة القطرية وطبيعة الكثبان الرملية الصحراوية. يتسع الملعب لنحو 40 ألف مشجع، ويوفر أجواءً حيوية قريبة من الحدث، مما يجعله وجهة مفضلة للجماهير الشغوفة.
استاد 974
يُعتبر استاد 974 نموذجاً فريداً في الابتكار والاستدامة، حيث تم بناؤه بالكامل باستخدام 974 حاوية شحن بحري، وهو أول ملعب قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ كأس العالم. ورغم أن مستقبله بعد التفكيك لا يزال قيد التخطيط، فإن استضافته لمباريات في كأس العرب ستكون بمثابة احتفاء جديد بإرثه المؤقت والمبتكر.
استاد المدينة التعليمية
يُعرف بلقب “جوهرة الصحراء”، ويقع في قلب المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر. يتميز بواجهته الهندسية المعقدة التي تتلألأ تحت أشعة الشمس وتتغير ألوانها مع حركة النهار. يتسع الملعب لنحو 40 ألف متفرج، ويجسد التناغم بين الحداثة والعمارة الإسلامية التقليدية.
