خطوة مفاجئة لإنقاذ مشروع طموح
في تحول دراماتيكي للأحداث، أعلن استوديو Build a Rocket Boy عن طرح نسخة مجانية من لعبة الأكشن الطموحة MindsEye، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة أخيرة لإنقاذ المشروع الذي واجه فشلاً ذريعاً عند إطلاقه الأولي. تأتي هذه الخطوة بعد أن تحولت اللعبة، التي كانت محاطة بضجة إعلامية كبيرة، إلى واحدة من أكثر التجارب إحباطاً في عالم الألعاب مؤخراً، مما أدى إلى تدهور سمعتها وأدائها التجاري بشكل كبير.
خلفية المشروع: آمال عريضة بنيت على إرث عظيم
لفهم حجم خيبة الأمل، يجب العودة إلى جذور المشروع. يقف خلف استوديو Build a Rocket Boy المطور المخضرم ليزلي بنزيز، الرئيس السابق لشركة Rockstar North والعقل المدبر وراء نجاح سلسلة Grand Theft Auto (GTA) الأسطورية. هذا الإرث وحده كان كفيلاً برفع سقف التوقعات إلى عنان السماء. تم تقديم MindsEye كجزء من منصة أكبر وأكثر طموحاً تُدعى “Everywhere”، والتي تهدف إلى دمج عوالم الألعاب والتفاعل الاجتماعي وإنشاء المحتوى في تجربة واحدة متكاملة تشبه الميتافيرس. كانت MindsEye هي الواجهة الرئيسية لهذه المنصة، وهي لعبة الأكشن والمغامرات ذات الميزانية الضخمة التي كان من المفترض أن تجذب اللاعبين إلى هذا العالم الجديد.
سقوط مدوٍّ: من الترقب إلى الانتقاد
رغم الوعود الكبيرة والحملة التسويقية الضخمة، جاء الإطلاق الرسمي للعبة مخيباً للآمال على كافة الأصعدة. اشتكى اللاعبون والنقاد على حد سواء من المشاكل التقنية الكثيرة، والأخطاء البرمجية (Bugs) التي أفسدت التجربة، بالإضافة إلى تصميم المهام الذي وُصف بالضعيف والممل. لم ترتقِ اللعبة النهائية إلى مستوى الرؤية التي تم الترويج لها، مما أدى إلى موجة واسعة من الانتقادات السلبية. هذا الفشل لم يقتصر على السمعة فقط، بل امتد إلى الأداء التجاري الكارثي، والذي أجبر الاستوديو على اتخاذ قرارات صعبة، كان أبرزها تسريح عدد كبير من الموظفين في محاولة لخفض التكاليف وإعادة هيكلة المشروع.
MindsEye Free Starter Pack: استراتيجية جديدة لإعادة الإحياء
في محاولة يائسة لتغيير المسار، قرر الاستوديو اعتماد نموذج اللعب المجاني. تم إطلاق نسخة جديدة عبر المتاجر الرقمية تحت اسم “MindsEye Free Starter Pack”. تهدف هذه الاستراتيجية إلى إزالة حاجز السعر أمام اللاعبين وتشجيعهم على تجربة اللعبة بأنفسهم، على أمل بناء قاعدة جماهيرية جديدة من الصفر. من خلال جذب عدد كبير من اللاعبين الجدد، يأمل الفريق في جمع بيانات قيمة حول أسلوب اللعب وتلقي ملاحظات مباشرة يمكن استخدامها لتحسين التجربة وإصلاح المشاكل الأساسية. يُعد هذا التحول تكتيكاً شائعاً في صناعة الألعاب لإنقاذ العناوين المتعثرة، حيث يمكن أن يمنحها فرصة ثانية للنجاح إذا تمكن المطورون من الاستجابة لمتطلبات المجتمع وإصدار تحديثات جوهرية تعيد للعبة بريقها المفقود.