شهدت بطولة كأس العرب لكرة القدم، في نسختها التي أقيمت عام 2021 تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) لأول مرة، قفزة نوعية على كافة الأصعدة، ليس فقط من حيث المستوى الفني والتنظيمي، بل أيضاً من خلال الجوائز المالية الضخمة التي تم رصدها، والتي أعادت تعريف قيمة البطولة ومكانتها على الساحة الرياضية الإقليمية والدولية.
خلفية تاريخية لكأس العرب
انطلقت بطولة كأس العرب للمنتخبات في عام 1963، وهي مسابقة عريقة نظمها الاتحاد العربي لكرة القدم (UAFA) بهدف تعزيز الروابط الرياضية بين الدول العربية. وعلى الرغم من تاريخها الطويل، عانت البطولة من عدم الانتظام في إقامتها، حيث توقفت لسنوات طويلة في فترات مختلفة. إلا أن نسخة 2021 التي استضافتها قطر جاءت لتمثل نقطة تحول تاريخية، حيث أقيمت تحت إشراف FIFA مباشرة، مما منحها زخماً إعلامياً وجماهيرياً غير مسبوق، واعتُبرت بروفة رسمية ناجحة لبطولة كأس العالم 2022.
أهمية نسخة 2021 وتأثيرها
لم تكن بطولة كأس العرب 2021 مجرد مسابقة كروية، بل كانت حدثاً استراتيجياً لدولة قطر والمنطقة العربية بأكملها. على المستوى المحلي، أتاحت البطولة لقطر فرصة اختبار جاهزية منشآتها وملاعبها المونديالية، بالإضافة إلى اختبار القدرات التشغيلية واللوجستية قبل استضافة الحدث الأكبر. إقليمياً، عززت البطولة من روح التنافس الشريف والوحدة بين المنتخبات العربية، وشهدت مشاركة 16 منتخباً من أفضل الفرق في قارتي آسيا وأفريقيا، مما رفع من مستوى المنافسة بشكل كبير. دولياً، لفتت البطولة أنظار العالم إلى شغف الجماهير العربية بكرة القدم وقدرة المنطقة على تنظيم أحداث رياضية عالمية المستوى.
الجوائز المالية القياسية لكأس العرب 2021
رصد الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) مجموعة جوائز مالية هي الأضخم في تاريخ البطولة، حيث بلغ إجمالي قيمة الجوائز 25 مليون دولار أمريكي، تم توزيعها على المنتخبات المشاركة وفقاً لمراكزها وأدائها في البطولة، وجاءت على النحو التالي:
- البطل (منتخب الجزائر): 5 ملايين دولار.
- الوصيف (منتخب تونس): 3 ملايين دولار.
- المركز الثالث (منتخب قطر): 2 مليون دولار.
- المركز الرابع (منتخب مصر): 1.5 مليون دولار.
- المنتخبات التي بلغت ربع النهائي: 750 ألف دولار لكل منتخب.
- المنتخبات المشاركة في دور المجموعات: 500 ألف دولار لكل منتخب.
هذه الأرقام لم تكن مجرد مكافآت مالية، بل كانت حافزاً قوياً للمنتخبات لتقديم أفضل ما لديها، وساهمت في رفع القيمة السوقية للبطولة وجعلها محط اهتمام اللاعبين والمدربين والرعاة على حد سواء، مما يضمن استمراريتها وزيادة أهميتها في المستقبل.