فيضانات سريلانكا المدمرة: مقتل 200 وتشريد الآلاف

تسببت فيضانات وانزلاقات أرضية كارثية في سريلانكا بمقتل نحو 200 شخص. تعرف على أسباب الكارثة وتأثيرها المحلي والدولي وجهود الإغاثة.
نوفمبر 30, 2025
9 mins read
فيضانات سريلانكا المدمرة: مقتل 200 وتشريد الآلاف

كارثة إنسانية تضرب سريلانكا

ضربت فيضانات عارمة وانزلاقات أرضية مدمرة مناطق واسعة من سريلانكا، مخلفةً وراءها دماراً هائلاً ومشاهد مأساوية، خاصة في العاصمة كولومبو والمناطق المحيطة بها. وأعلنت السلطات الرسمية أن الكارثة، التي نجمت عن هطول أمطار موسمية غزيرة فاقمها إعصار قوي، قد أودت بحياة ما يقرب من 200 شخص، بينما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، مما يرفع المخاوف من زيادة حصيلة الضحايا النهائية.

وأفاد مركز إدارة الكوارث في سريلانكا بأن جهود الإنقاذ والبحث تتواصل على قدم وساق، حيث يعمل رجال الإنقاذ على إزالة الأنقاض وفتح الطرق التي أغلقتها الانهيارات الأرضية والأشجار المتساقطة للوصول إلى المناطق الأكثر تضرراً في وسط البلاد. وقد تسببت الأمطار التي استمرت لأسبوع بارتفاع منسوب مياه نهر كيلاني بشكل خطير، مما أدى إلى غمر الأجزاء الشمالية من العاصمة كولومبو والمناطق المنخفضة على ضفافه.

السياق المناخي وتاريخ الكوارث الطبيعية في سريلانكا

تقع سريلانكا في منطقة استوائية، مما يجعلها عرضة بشكل طبيعي للأمطار الموسمية الشديدة. وتتعرض الجزيرة لموسمين رئيسيين من الرياح الموسمية سنوياً، والتي تعتبر حيوية للزراعة وموارد المياه، لكنها تحمل معها في كثير من الأحيان خطر الفيضانات والانهيارات الطينية، خاصة في المناطق الجبلية ذات الكثافة السكانية العالية. وقد شهدت البلاد في السنوات الأخيرة تزايداً في وتيرة وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، وهو ما يربطه الخبراء بتأثيرات تغير المناخ العالمي. وتعتبر هذه الكارثة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب البلاد منذ سنوات، حيث تعيد إلى الأذهان فيضانات عام 2003 التي خلفت خسائر فادحة أيضاً.

الأهمية والتأثيرات المتوقعة للكارثة

تتجاوز آثار هذه الفيضانات الخسائر البشرية المباشرة لتشمل تداعيات اقتصادية واجتماعية وصحية واسعة النطاق. على الصعيد المحلي، أدت الكارثة إلى تشريد مئات الآلاف من السكان الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، مما خلق أزمة إنسانية تتطلب استجابة عاجلة لتوفير المأوى والغذاء والمياه النظيفة. كما حذرت السلطات الصحية من خطر تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه مثل الكوليرا وحمى الضنك في المناطق المنكوبة.

إقليمياً ودولياً، سلطت الكارثة الضوء على ضعف البنية التحتية في مواجهة الكوارث الطبيعية في المنطقة. وقد أطلقت الحكومة السريلانكية نداءً للمجتمع الدولي لتقديم المساعدات العاجلة، وبدأت بعض الدول والمنظمات الدولية بالفعل في إرسال فرق إغاثة ومساعدات مادية وطبية لدعم جهود الاستجابة. ومن المتوقع أن تؤثر الكارثة سلباً على قطاعات حيوية في الاقتصاد السريلانكي، مثل الزراعة والسياحة، مما يزيد من الأعباء على المدى الطويل.

جهود الإغاثة والتحديات المستقبلية

في ظل استمرار التحذيرات من وقوع المزيد من الانزلاقات الأرضية بسبب تشبع سفوح الجبال بالمياه، تركز السلطات جهودها على إجلاء السكان من المناطق الخطرة وتأمينهم في ملاجئ مؤقتة. وفي الوقت نفسه، تواجه البلاد تحدياً لوجستياً في إيصال المساعدات إلى جميع المتضررين. وأبرزت الأزمة أيضاً نقصاً حاداً في إمدادات الدم، حيث أطلق بنك الدم الوطني نداءات عاجلة للمواطنين للتبرع. تمثل مرحلة إعادة الإعمار التحدي الأكبر، حيث تتطلب استثمارات ضخمة لإعادة بناء المنازل والبنية التحتية المدمرة، ووضع استراتيجيات أكثر فاعلية للتكيف مع التغيرات المناخية والحد من مخاطر الكوارث في المستقبل.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

لقاء افتراضي لتعزيز الفنون الأدائية التقليدية السعودية
Previous Story

لقاء افتراضي لتعزيز الفنون الأدائية التقليدية السعودية

وفاة الكاتب المسرحي توم ستوبارد عن 88 عاماً
Next Story

وفاة الكاتب المسرحي توم ستوبارد عن 88 عاماً

Latest from اخبار عالمية

أذهب إلىالأعلى