أشعل دانييل فاركه، المدير الفني لنادي ليدز يونايتد، جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية الإنجليزية، بعد أن وجه اتهامات مباشرة لمنافسه مانشستر سيتي باستغلال القواعد بطريقة غير رياضية خلال المواجهة التي جمعت الفريقين وانتهت بفوز السيتي بنتيجة 3-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز. وألمح فاركه بوضوح إلى أن حارس مرمى مانشستر سيتي تظاهر بالإصابة بشكل متعمد لمنح مدربه بيب جوارديولا فرصة ثمينة لإعطاء تعليمات تكتيكية جديدة للاعبيه في وقت حرج من المباراة.
بدأت المباراة بسيطرة واضحة من مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد، حيث تمكن من تسجيل هدفين مبكرين عن طريق فيل فودن ويوسكو جفارديول في أول 25 دقيقة. ومع ذلك، نجح ليدز في العودة إلى أجواء اللقاء عندما قلص دومينيك كالفرت-لوين الفارق في الدقيقة 49، مما زاد من ضغطهم على أصحاب الأرض. وبعد دقائق قليلة من هدف ليدز، سقط حارس مرمى السيتي على أرض الملعب طالباً التدخل الطبي، وهي اللحظة التي استغلها جوارديولا ليجمع لاعبيه حوله ويمنحهم توجيهات جديدة في محاولة لاستعادة السيطرة على المباراة.
في المؤتمر الصحفي الذي تلا المباراة، عبر فاركه عن استيائه قائلاً: “الأمر واضح للغاية لكن لا أحد يريد الحديث عنه. سبب سقوطه كان واضحاً. إنه تصرف ذكي وضمن القواعد، لذا لا يمكنني الشكوى رسمياً. لكن هل يعجبني هذا؟ هل يندرج ضمن إطار اللعب النظيف؟ سأحتفظ برأيي لنفسي. الأمر متروك للسلطات لإيجاد حل لمثل هذه المواقف”.
تُعد هذه الممارسة، التي تُعرف في عالم كرة القدم بـ “الإصابات التكتيكية”، منطقة رمادية في قوانين اللعبة. فعلى الرغم من أنها لا تُعتبر مخالفة صريحة، إلا أنها تتعارض مع الروح الرياضية التي من المفترض أن تسود الملاعب. ويشتهر مدربون مثل بيب جوارديولا بقدرتهم الفائقة على قراءة المباريات واستغلال أي فرصة، بما في ذلك فترات التوقف، لتعديل خططهم وتوجيه لاعبيهم، وهو ما يمنح فرقهم أفضلية على الخصوم. ويأتي هذا السلوك في سياق التنافس الشديد في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يمكن لنقطة واحدة أن تحسم مصير لقب أو تحدد فريقاً هابطاً، مما يدفع الأندية أحياناً إلى استغلال كافة السبل الممكنة لتحقيق الفوز.
لم يأتِ التغيير التكتيكي لبيب جوارديولا بثماره فوراً، حيث تمكن ليدز من إدراك التعادل عن طريق لوكاس نميشا في الدقيقة 69. لكن مانشستر سيتي، بفضل خبرته وجودة لاعبيه، انتفض في الدقائق الأخيرة وتمكن فيل فودن من تسجيل هدف الفوز القاتل في الدقيقة 91. ورغم الفوز، فإن تصريحات فاركه سلطت الضوء على قضية أخلاقية مهمة، حيث اختتم حديثه قائلاً: “نحن بحاجة إلى تعليم لاعبينا ما يجب القيام به فيما يتعلق باللعب النظيف والروح الرياضية. إذا حاولنا فقط التلاعب بالقواعد والتظاهر بالإصابة، فأنا شخصياً لا أحب ذلك”. ومن المتوقع أن تثير هذه الحادثة نقاشاً أوسع حول ضرورة وضع ضوابط أكثر صرامة لمنع استغلال توقفات اللعب لأغراض تكتيكية.