توقعات مناخية مبشرة للمملكة
أصدر المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية تقريره الفصلي للتوقعات المناخية لشتاء 2025-2026م، والذي يغطي الفترة من ديسمبر إلى فبراير. وتشير التوقعات الأولية إلى موسم شتوي يتميز بتقلبات جوية ملحوظة ومعدلات هطول أمطار أعلى من المعتاد على معظم مناطق المملكة، مع ارتفاع طفيف في درجات الحرارة. وتكتسب هذه التوقعات أهمية خاصة لتزامن نهايات فصل الشتاء مع بداية شهر رمضان المبارك لعام 1447هـ.
السياق المناخي وأهمية موسم الأمطار
تعتبر فترة الشتاء في المملكة العربية السعودية، المعروفة محلياً بفترة “الوسم” وما يليها، شرياناً حيوياً للبيئة الصحراوية. فهذه الأمطار الموسمية تساهم بشكل مباشر في تجديد مخزون المياه الجوفية، وملء السدود، وإنعاش المراعي الطبيعية التي يعتمد عليها قطاع الثروة الحيوانية. تاريخياً، ارتبطت مواسم الأمطار الغزيرة بسنوات من الخير والازدهار الزراعي. وفي ظل التغيرات المناخية العالمية، أصبحت مراقبة هذه الأنماط وتحليلها أكثر أهمية من أي وقت مضى للتخطيط المسبق وإدارة الموارد المائية بفعالية، ومواجهة التحديات المحتملة مثل السيول والجفاف.
تفاصيل التوقعات المناخية الشهرية
يقدم تقرير المركز الوطني للأرصاد تحليلاً مفصلاً للتوقعات الاحتمالية لكل شهر من أشهر الشتاء:
- ديسمبر 2025: يُتوقع أن يشهد الشهر هطولات مطرية أعلى من المعدل الطبيعي على نطاق واسع يشمل مناطق شرق وشمال وغرب الرياض، وشمال وغرب وشرق المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى القصيم، حائل، الحدود الشمالية، الجوف، المدينة المنورة، تبوك، مكة المكرمة، والباحة. وقد تصل غزارة الأمطار في بعض هذه المناطق إلى مستويات غزيرة جداً.
- يناير 2026: تستمر فرص الأمطار الأعلى من المعدل خلال هذا الشهر، مع تركيزها على شمال غرب مكة المكرمة، وأجزاء واسعة من المدينة المنورة، والقصيم، وحائل، وشرق تبوك، والجوف، والحدود الشمالية، وشمال الرياض وشمال المنطقة الشرقية. ومن المتوقع أن تتراوح شدة الهطولات بين متوسطة إلى غزيرة.
- فبراير 2026: تظهر التوقعات انخفاضاً في معدلات الهطول على معظم المناطق لتكون حول أو أقل من المعدل، بينما تبقى الفرصة قائمة لهطولات أعلى من المعدل على أجزاء من شمال المنطقة الشرقية، وشمال الجوف، وشمال غرب الحدود الشمالية.
تأثيرات متوقعة وأهمية الاستعداد
إن التوقعات بموسم مطير تحمل في طياتها جوانب إيجابية وسلبية. فمن الناحية الإيجابية، ستساهم هذه الأمطار في تحسين الغطاء النباتي ودعم الزراعة وتغذية الموارد المائية. أما على صعيد التحديات، فإن الأمطار الغزيرة تزيد من مخاطر تشكل السيول في الأودية والمناطق المنخفضة، مما يستدعي رفع درجة الجاهزية لدى الجهات المعنية مثل الدفاع المدني وأمانات المناطق لضمان سلامة الأرواح والممتلكات. كما تؤثر هذه الظروف الجوية على حركة النقل والملاحة الجوية والبحرية، مما يتطلب متابعة مستمرة للتحذيرات الصادرة عن المركز.
رمضان في نهاية الشتاء
أشار التقرير إلى أن الثلث الأول من شهر رمضان لعام 1447هـ سيتزامن فلكياً، حسب تقويم أم القرى، مع الأيام الأخيرة من شهر فبراير 2026م. هذا التزامن يعني أن المسلمين سيستقبلون الشهر الفضيل في أجواء شتوية معتدلة، مما يخفف من مشقة الصيام مقارنة بفصول الصيف الحارة. وأكد المركز أنه سيقوم بإصدار تقرير خاص ومفصل عن الحالة المناخية المتوقعة لشهر رمضان مع اقتراب موعده.