إنجاز سعودي بارز في قلب دبي
حققت جامعة الملك عبدالعزيز إنجازاً إقليمياً جديداً يضاف إلى سجلها الأكاديمي المرموق، حيث حصدت طالباتها مركزين متقدمين في “مسابقة الخطابة البيئية السنوية الرابعة والعشرين بين الكليات والجامعات” التي أقيمت في دبي. ويأتي هذا الفوز تتويجاً لجهود الطالبات في تقديم حلول مبتكرة ورؤى عميقة في مجالات حيوية تجمع بين الموضة المستدامة والذكاء الاصطناعي، متفوقات على فرق طلابية من نخبة الجامعات في المنطقة.
المسابقة، التي تنظمها “مجموعة عمل الإمارات للبيئة”، تُعد منصة رائدة لتمكين الشباب وتعزيز الوعي البيئي على مستوى التعليم العالي. وشهدت نسخة هذا العام تنافساً قوياً بين المشاركين ضمن أربعة محاور رئيسية، حيث تم تقييم المشاركات بناءً على قوة الحجة، والعمق العلمي، والقدرة على تقديم حلول عملية للتحديات البيئية المعاصرة.
تفاصيل الفوز ومحاوره المبتكرة
في المسار الأول الذي ركز على التأثيرات البيئية للصناعات الحديثة، فاز فريق كلية الاتصال والإعلام المكون من الطالبات فرح يحيى، وغدي العتيبي، ووسن الزهراني، بجائزة “الوصيف الأول”. وقدم الفريق عرضاً متكاملاً حول “أثر مستحضرات التجميل وصناعة الملابس على البصمة البيئية والاجتماعية والاقتصادية”، مسلطاً الضوء على التكاليف الخفية لـ “الموضة السريعة” وتأثيرها على استنزاف الموارد المائية والتلوث الكيميائي.
أما في المسار الذي يتقاطع فيه الابتكار التقني مع الاستدامة، فقد حصد الفريق العلمي المكون من الطالبات رؤى الزبيدي ودانة الحارثي من كلية الحاسبات وتقنية المعلومات، وشهد الحارثي من كلية العلوم، جائزة “الوصيف الثاني”. وجاء فوزهن عن طرحهن المتميز في محور “التفكير المستدام: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الحلول البيئية”، حيث استعرضن الإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الطاقة ومراقبة التغير المناخي، مع التنويه في الوقت ذاته للتحديات المتعلقة بالبصمة الكربونية لمراكز البيانات.
أهمية الإنجاز في سياق رؤية 2030
لا يقتصر هذا الفوز على كونه مجرد تكريم أكاديمي، بل يعكس بوضوح مدى توافق مخرجات التعليم العالي في المملكة العربية السعودية مع أهداف رؤية 2030. فهو يبرز الدور المحوري للمرأة السعودية في قيادة الابتكار والمشاركة الفعالة في المحافل الدولية، كما يجسد التزام المملكة بتعزيز اقتصاد قائم على المعرفة وتبني مبادئ الاستدامة، وهو ما يظهر جلياً في مبادرات طموحة مثل “مبادرة السعودية الخضراء”.
إن قدرة الطالبات على الخوض في قضايا عالمية معقدة وتقديم حلول لها يؤكد على جودة التعليم في جامعة الملك عبدالعزيز، ويضع شباب وشابات المملكة في طليعة المساهمين في الحوار العالمي حول مستقبل الكوكب، مما يعزز من مكانة السعودية كقوة مؤثرة في مجالات العلوم والتقنية والابتكار البيئي على الصعيدين الإقليمي والدولي.