توج نادي فلامنغو البرازيلي بلقب كأس ليبرتادوريس للمرة الرابعة في تاريخه، بعد انتصار ثمين ومثير على حساب مواطنه وغريمه بالميراس بنتيجة 1-0. في مواجهة برازيلية خالصة أقيمت على استاديو مونومنتال في ليما أمام حشد جماهيري غفير قارب 50 ألف متفرج، حسم المدافع المخضرم دانيلو اللقب برأسية متقنة في الشوط الثاني، ليعيد الكأس المرموقة إلى خزائن النادي الأكثر شعبية في البرازيل.
السياق التاريخي وأهمية البطولة
تُعد بطولة كوبا ليبرتادوريس بمثابة درة التاج في مسابقات الأندية بأمريكا الجنوبية، وهي المعادل القاري لبطولة دوري أبطال أوروبا. منذ انطلاقها في عام 1960، شكلت البطولة حلماً لكبرى الأندية في القارة، وشهدت صراعات تاريخية بين عمالقة الكرة الأرجنتينية والبرازيلية. ويحتفظ نادي إندبندينتي الأرجنتيني بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب برصيد سبعة ألقاب، مما يوضح حجم الإنجاز الذي حققه فلامنغو بالوصول إلى لقبه الرابع ومعادلة أرقام أندية عريقة مثل ريفر بليت وإستوديانتيس الأرجنتينيين.
هيمنة برازيلية على الساحة القارية
يعكس هذا النهائي، الذي يُعد الخامس بين ناديين برازيليين في آخر ستة مواسم، الهيمنة المطلقة التي تفرضها أندية البرازيل على الساحة القارية في السنوات الأخيرة. يرجع هذا التفوق بشكل كبير إلى الاستقرار المالي والقوة الاقتصادية للدوري البرازيلي مقارنة ببقية دوريات القارة، مما يسمح لأنديته باستقطاب لاعبين من الطراز الرفيع والاحتفاظ بنجومهم، وهو ما يرفع من مستوى المنافسة ويضمن حضورهم القوي في الأدوار النهائية للبطولة.
تفاصيل المباراة ولحظة الحسم
لم يكن هذا الانتصار مجرد لقب جديد، بل كان بمثابة ثأر رياضي طال انتظاره، حيث جاء الفوز على حساب بالميراس الذي خطف اللقب من فلامنغو في نهائي نسخة 2021. بعد شوط أول حذر ومتوتر شهد بعض الفرص الخجولة والمشاحنات التي أسفرت عن سبع بطاقات صفراء، فرض فلامنغو سيطرته في الشوط الثاني. وجاءت لحظة الحسم في الدقيقة 67 عندما ارتقى المدافع دانيلو، لاعب ريال مدريد ومانشستر سيتي السابق، لركلة ركنية نفذها الأوروغوياني جورجيان دي أراسكايتا ببراعة، وأودعها برأسه في الشباك. وقال دي أراسكايتا، الذي اختير أفضل لاعب في البطولة: “جماهيرنا تستحق ذلك، ونحن نستحقه أيضاً”.
التأثير المستقبلي والطموحات
بهذا التتويج، يضع النادي القادم من ريو دي جانيرو نفسه على الطريق الصحيح نحو تحقيق ثلاثية تاريخية في عام 2025، خاصة بعد فوزه بكأس السوبر البرازيلية وحاجته لنقاط قليلة لحسم لقب الدوري المحلي. كما يفتح هذا اللقب الباب أمام فلامنغو للمشاركة في بطولات عالمية وقارية أخرى، أبرزها كأس إنتركونتيننتال ضد كروس أسول المكسيكي، وكأس العالم للأندية 2029، مما يعزز من مكانة النادي على الساحة الدولية ويعد بمزيد من الإنجازات لجماهيره العريضة.