أعلنت الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية عن فرض حظر مؤقت على استيراد لحوم الدواجن، وبيض المائدة، ومنتجاتهما وتجهيزاتهما من إحدى المقاطعات في جمهورية بولندا. يأتي هذا القرار كإجراء وقائي عاجل بعد تأكيد تفشي سلالة شديدة الضراوة من فيروس إنفلونزا الطيور (HPAI) في تلك المنطقة، وذلك بهدف حماية الصحة العامة وضمان سلامة الإمدادات الغذائية في السوق السعودي.
خلفية القرار وتفاصيله
استندت الهيئة في قرارها إلى التقارير التحذيرية العاجلة الصادرة عن المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH)، والتي أفادت بظهور بؤر للمرض. وفور تلقي التبليغ، قامت الهيئة بتفعيل أنظمة الرقابة والإنذار المبكر، مما أدى إلى اتخاذ هذا الإجراء الاحترازي لمنع وصول أي منتجات قد تشكل خطراً على المستهلكين أو على الثروة الحيوانية المحلية. وقد تم تعميم القرار على كافة الجهات المعنية والمستوردين عبر قنوات رسمية مثل وزارة التجارة واتحاد الغرف السعودية لضمان الالتزام الفوري.
ما هو فيروس إنفلونزا الطيور شديد الضراوة؟
إنفلونزا الطيور هي مرض فيروسي يصيب الطيور في المقام الأول، وينتشر بسرعة بين الدواجن. السلالات “شديدة الضراوة”، مثل تلك المكتشفة في بولندا، يمكن أن تسبب نفوقاً جماعياً في الطيور المصابة، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية فادحة في قطاع الدواجن. وعلى الرغم من أن انتقال الفيروس إلى البشر نادر، إلا أن السلطات الصحية العالمية تتعامل مع تفشي هذا النوع من الفيروسات بجدية بالغة لمنع أي تحورات قد تسهل انتقاله إلى الإنسان.
الأهمية والتأثيرات المتوقعة للقرار
على المستوى المحلي، يعكس هذا الحظر حرص المملكة على تطبيق أعلى معايير السلامة الغذائية وحماية صناعة الدواجن الوطنية من الأمراض الوبائية التي قد تكبدها خسائر فادحة. كما يعزز ثقة المستهلك في الإجراءات الرقابية التي تتخذها الجهات الحكومية. أما على الصعيد الدولي، فإن مثل هذه الإجراءات تعد ممارسة معيارية في التجارة العالمية لحماية الأمن الصحي والغذائي. ومن المتوقع أن يؤثر القرار على المصدرين في بولندا، مما يضغط عليهم لتشديد إجراءات الرقابة الصحية والبيطرية لاحتواء الفيروس واستعادة ثقة الأسواق الدولية.
استثناءات وشروط واضحة
أوضحت الهيئة العامة للغذاء والدواء أن الحظر لا يشمل المنتجات التي خضعت لمعاملة حرارية كافية لقتل الفيروس. ويُشترط للسماح بدخول هذه المنتجات المعالجة إرفاق شهادة صحية رسمية من السلطات المختصة في بولندا تثبت أن المنتج قد تم معالجته بطريقة تضمن خلوه تماماً من فيروس إنفلونزا الطيور، وهو شرط أساسي لاجتياز عمليات الفسح في المنافذ السعودية.