استهل مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسي ‘تاسي’ تعاملات الأسبوع، اليوم الأحد، على وقع إيجابي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.3% ليصل إلى مستوى 10,676 نقطة. ويأتي هذا الأداء المتفائل في بداية الجلسة وسط تداولات بلغت قيمتها حوالي 100 مليون ريال سعودي، تم خلالها تداول ما يقارب 5.3 مليون سهم. وقد شهدت الجلسة زخماً واضحاً حيث ارتفعت أسهم 171 شركة، بينما تراجعت أسهم 48 شركة فقط من إجمالي 262 شركة مدرجة في السوق الرئيسية، مما يعكس حالة من الثقة لدى المستثمرين مع انطلاق تداولات الأسبوع.
أبرز الأسهم أداءً في السوقين الرئيسية والموازية
وتصدرت قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعاً شركات مثل ‘عزم’، و’الخليجية العامة’، و’رسن’، التي شهدت إدراجاً حديثاً ولقيت اهتماماً كبيراً من المستثمرين، بالإضافة إلى ‘أسواق المزرعة’ و’جازادكو’. وفي المقابل، سجلت أسهم شركات مثل ‘بنيان ريت’ و’صدق’ و’ولاء’ تراجعات طفيفة. كما شهدت السوق الموازية ‘نمو’ أداءً إيجابياً مماثلاً، حيث ارتفع مؤشرها بنسبة 0.1%، بتداولات بلغت 371.3 ألف ريال، مدعوماً بارتفاع أسهم 7 شركات مقابل تراجع 3 شركات.
السوق السعودية: دور محوري في رؤية 2030
يعكس هذا الأداء الإيجابي للسوق السعودية، التي تعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث القيمة السوقية التي تتجاوز 9 تريليونات ريال، المسار التصاعدي الذي يشهده الاقتصاد السعودي. وتلعب سوق الأسهم ‘تداول السعودية’ دوراً محورياً في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط وتعزيز دور القطاع الخاص. وقد شهدت السوق خلال السنوات الماضية تطورات هيكلية وتنظيمية هائلة، كان أبرزها إدراجها ضمن مؤشرات الأسواق الناشئة العالمية مثل MSCI وFTSE Russell، مما فتح الباب أمام تدفقات استثمارية أجنبية كبيرة وعزز من عمق السوق وسيولتها.
أهمية الأداء الإيجابي وتأثيره الاقتصادي
إن استقرار ونمو مؤشر ‘تاسي’ لا يمثل مجرد أرقام للمستثمرين المحليين، بل هو مؤشر حيوي على ثقة المستثمرين الدوليين في الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها المملكة. فالأداء القوي للسوق يشجع على المزيد من الطروحات الأولية (IPOs)، مثل الإدراج الناجح لشركة ‘رسن’ مؤخراً، وهو ما يساهم في توسيع قاعدة الشركات المدرجة ويوفر خيارات استثمارية متنوعة. على الصعيد الإقليمي، غالباً ما يقود أداء السوق السعودية توجهات أسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي نظراً لحجمها وتأثيرها. أما دولياً، فإن استمرار الأداء الإيجابي يعزز مكانة المملكة كوجهة استثمارية جاذبة ومستقرة في خضم التقلبات الاقتصادية العالمية.