في تصعيد جديد للأعمال العدائية، شنت القوات الروسية هجوماً بطائرة مسيرة ليل السبت الأحد استهدف منطقة فيشغورود الواقعة على مشارف العاصمة الأوكرانية كييف، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 11 آخرين، بينهم طفل. وأكد ميكولا كالاشنيك، رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة، هذه الحصيلة في منشور له على منصة تليغرام، موضحاً أنه تم نقل ستة من المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، مما يعكس خطورة الهجوم الذي استهدف منطقة سكنية.
سياق الهجمات المتكررة على العاصمة
يأتي هذا الهجوم ضمن استراتيجية روسية ممنهجة ومستمرة منذ بدء الغزو الشامل في فبراير 2022، والتي تعتمد على استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية، مثل طائرات “شاهد” إيرانية الصنع، والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز لضرب أهداف في عمق الأراضي الأوكرانية. وتعتبر العاصمة كييف ومحيطها هدفاً ذا أولوية لهذه الهجمات، ليس فقط لأهميتها الاستراتيجية كمركز سياسي وإداري للبلاد، بل أيضاً بهدف بث الرعب بين السكان المدنيين وتقويض معنوياتهم، بالإضافة إلى محاولة إرهاق أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية التي تعمل بشكل متواصل لصد هذه الهجمات.
الأهمية والتأثيرات المترتبة على الهجوم
على الصعيد المحلي، تؤدي هذه الهجمات إلى خسائر بشرية مأساوية وتدمير للممتلكات والبنية التحتية المدنية، مما يزيد من العبء على خدمات الطوارئ والقطاع الصحي. كما تفرض ضغطاً نفسياً هائلاً على المواطنين الذين يعيشون في حالة تأهب دائم تحسباً لصافرات الإنذار والغارات الجوية. أما على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإن استهداف المدنيين بشكل متعمد يعزز الموقف الأوكراني والدولي الذي يصف هذه الأعمال بأنها جرائم حرب. وتدفع مثل هذه الحوادث حلفاء أوكرانيا إلى تسريع وتيرة تزويدها بأنظمة دفاع جوي متطورة، مثل أنظمة باتريوت وIRIS-T، لحماية سمائها ومدنها. كما أنها تزيد من الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على روسيا، وتؤكد على ضرورة استمرار الدعم الدولي لأوكرانيا في مواجهة العدوان.