مولدافيا تغلق أجواءها بعد اختراق مسيّرات روسية لأراضيها

أغلقت مولدافيا مجالها الجوي مؤقتاً بعد توغل مسيّرتين روسيتين، مما يسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد في ظل الحرب الأوكرانية.
نوفمبر 29, 2025
7 mins read
مولدافيا تغلق أجواءها بعد اختراق مسيّرات روسية لأراضيها

أعلنت جمهورية مولدافيا، يوم السبت، عن إغلاق مجالها الجوي بشكل مؤقت لمدة تزيد عن الساعة، في خطوة احترازية طارئة جاءت عقب رصد توغل طائرتين مسيّرتين يُعتقد أنهما من طراز “غيربيرا” الروسي. وأدانت رئيسة البلاد، مايا ساندو، الحادثة بشدة، واصفة إياها بأنها جزء من “الهجوم العنيف” الذي تشنه روسيا على جارتها أوكرانيا، مما يعكس امتداد تداعيات الحرب إلى دول الجوار.

وفي تفاصيل الحادثة، أوضحت وزارة الدفاع المولدافية في بيان رسمي أن الإغلاق استمر من الساعة 22:43 حتى 23:53 بالتوقيت المحلي، بهدف ضمان سلامة الطيران المدني. وأضاف البيان أن المسيّرتين لم تُرصدا بواسطة أنظمة الرادار المولدافية، إلا أن سلطات الحدود الأوكرانية هي التي أبلغت عن توغلهما، مؤكدة أنهما عبرتا الأجواء المولدافية قبل أن تتجها إلى عمق الأراضي الأوكرانية. ونتيجة لهذا الإجراء، تم تحويل مسار رحلتين جويتين قادمتين من باريس وبرشلونة إلى رومانيا المجاورة، بينما تأخر إقلاع طائرة أخرى من العاصمة كيشيناو.

سياق متوتر وخلفية تاريخية

لا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها، فقد شهدت هذه الجمهورية السوفياتية السابقة، التي تسعى جاهدة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، انتهاكات متكررة لمجالها الجوي منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022. يضع موقع مولدافيا الجغرافي، المحصور بين رومانيا (عضو في الناتو والاتحاد الأوروبي) وأوكرانيا، في قلب التوترات الجيوسياسية. ويزيد من تعقيد المشهد وجود إقليم ترانسنيستريا الانفصالي الموالي لروسيا على أراضيها، والذي يستضيف قاعدة عسكرية روسية، مما يشكل تحدياً أمنياً دائماً لسيادة كيشيناو.

الأهمية والتأثيرات المحتملة

تكتسب هذه الانتهاكات أهمية بالغة على الصعيدين المحلي والدولي. فعلى المستوى المحلي، تثير هذه الحوادث قلقاً متزايداً لدى السكان وتضغط على الحكومة لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية، وهو ما تسعى إليه كيشيناو بالفعل عبر طلب المساعدة من شركائها الغربيين. أما إقليمياً، فتسلط الحادثة الضوء على المخاطر غير المباشرة للحرب الأوكرانية، وكيف يمكن أن تمتد شرارتها لتزعزع استقرار دول الجوار غير الأعضاء في حلف الناتو.

دولياً، تعزز هذه التطورات الرواية الغربية حول التهديد الذي تشكله السياسات الروسية على الأمن الأوروبي ككل. كما أنها تبرز ضعف وهشاشة الدول الواقعة في “المنطقة الرمادية” بين روسيا والغرب، وتؤكد على أهمية تقديم الدعم السياسي والعسكري لمولدافيا لتمكينها من الدفاع عن سيادتها وتأكيد توجهها الأوروبي في مواجهة الضغوط المستمرة من موسكو.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

تقييم نجوم الاتحاد بعد الفوز على الشباب في كأس الملك 2023
Previous Story

تقييم نجوم الاتحاد بعد الفوز على الشباب في كأس الملك 2023

كونسيساو: فوز الاتحاد على الشباب مهم وهذا سر الاختلاف
Next Story

كونسيساو: فوز الاتحاد على الشباب مهم وهذا سر الاختلاف

Latest from اخبار عالمية

أذهب إلىالأعلى