بعد الفوز الكبير الذي حققه نادي الهلال على نظيره الفتح في بطولة كأس الملك، برزت تصريحات تؤكد على أحد الأسلحة التكتيكية التي يعتمد عليها الفريق لحسم المواجهات، وهو سلاح الكرات الثابتة. هذا التركيز ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج عمل دؤوب وتخطيط استراتيجي من قبل الجهاز الفني بقيادة المدرب البرتغالي المخضرم جورجي جيسوس، الذي يدرك تمامًا أهمية هذه التفاصيل الصغيرة في عالم كرة القدم الحديثة.
خلفية تكتيكية: الكرات الثابتة في فكر جيسوس
يُعرف عن جورجي جيسوس اهتمامه البالغ بالتفاصيل التكتيكية الدقيقة، وتعتبر الكرات الثابتة جزءًا لا يتجزأ من فلسفته التدريبية. ففي كرة القدم المعاصرة، حيث تتقارب المستويات الفنية والبدنية بين الفرق الكبرى، غالبًا ما تُحسم المباريات المغلقة من خلال ركلة ركنية أو ضربة حرة مباشرة. يخصص جيسوس وفريقه المعاون جزءًا كبيرًا من الحصص التدريبية الأسبوعية للتمرن على سيناريوهات متعددة للكرات الثابتة، سواء في الجانب الهجومي لاستغلالها لتسجيل الأهداف، أو في الجانب الدفاعي لإبطال خطورة المنافسين.
أهمية استراتيجية وتأثيرها على نتائج الهلال
تكمن أهمية هذا السلاح في قدرته على كسر التكتلات الدفاعية للخصوم الذين يلجؤون إلى إغلاق المساحات أمام هجوم الهلال الكاسح. ومع وجود لاعبين يمتلكون قدرات استثنائية في تنفيذ وتسجيل الكرات الثابتة، يصبح هذا الخيار ورقة رابحة. يمتلك الهلال في صفوفه لاعبين مثل البرتغالي روبن نيفيز، المعروف بتسديداته المتقنة من مسافات بعيدة، بالإضافة إلى القوة الهائلة في الكرات الرأسية التي يتمتع بها كل من ألكساندر ميتروفيتش، وسيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش، وكاليدو كوليبالي، مما يجعل كل ركلة ركنية أو ضربة حرة قريبة من منطقة الجزاء فرصة حقيقية لهز الشباك.
المنافسة على كل الجبهات
يأتي هذا التركيز التكتيكي في سياق موسم مزدحم وطموح ينافس فيه الهلال على جميع البطولات الممكنة، من دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين، إلى دوري أبطال آسيا. إن ضغط المباريات، الذي قد يصل إلى خوض ثلاث مواجهات في أسبوع واحد، يتطلب إيجاد حلول فعالة لتحقيق الانتصارات بأقل مجهود بدني ممكن، وتعتبر الأهداف من الكرات الثابتة إحدى أنجع هذه الحلول. إن إتقان هذا الجانب لا يعزز فقط من قوة الفريق الهجومية، بل يرسخ أيضًا من مكانته كفريق متكامل يصعب هزيمته، ويمتلك من الحلول ما يكفي لتجاوز أصعب التحديات في طريقه نحو منصات التتويج.
