في ليلة كروية حبست الأنفاس على ملعب “أليانز أرينا”، قاد المهاجم الإنجليزي هاري كين فريقه بايرن ميونخ لتحقيق فوز درامي وثمين على ضيفه آر بي لايبزيغ بنتيجة 2-1، ضمن منافسات الدوري الألماني لكرة القدم “بوندسليغا”. وسجل كين هدف الانتصار في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدل الضائع، ليمنح العملاق البافاري ثلاث نقاط حيوية أنهت سلسلة من النتائج السلبية التي عصفت بالفريق.
افتتح هاري كين التسجيل لأصحاب الأرض في الدقيقة 56، مستغلاً تمريرة حاسمة من زميله جمال موسيالا، ليضع بايرن في المقدمة. لكن الضيوف تمكنوا من إدراك التعادل في الدقيقة 70 عبر المهاجم السلوفيني بنجامين سيسكو، لتعود المباراة إلى نقطة الصفر وتزداد الإثارة في دقائقها الأخيرة. وبينما كانت المباراة تتجه نحو التعادل الذي كان سيعمق من أزمة بايرن، ظهر كين مجدداً في الوقت القاتل (90+1)، حيث استقبل تمريرة من البديل إريك ماكسيم تشوبو-موتينغ وسدد كرة قوية بيسراه سكنت شباك الحارس يانيس بلاسفيتش، معلناً عن فوز بافاري صعب ومستحق.
سياق المباراة وأزمة بايرن ميونخ
جاء هذا الفوز في وقت حرج للغاية لبايرن ميونخ. فقد دخل الفريق المباراة وهو يعاني من أسوأ سلسلة نتائج له منذ سنوات، بعد تلقيه ثلاث هزائم متتالية في جميع المسابقات: الأولى أمام باير ليفركوزن (0-3) في قمة الدوري، والثانية أمام لاتسيو الإيطالي (0-1) في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، والثالثة المفاجئة أمام بوخوم (2-3) في الدوري. هذه النتائج أدت إلى اتساع الفارق مع المتصدر ليفركوزن ووضعت مستقبل المدرب توماس توخيل على المحك، حيث أعلن النادي قبل أيام من المباراة عن رحيله بنهاية الموسم، مما أضاف المزيد من الضغط على اللاعبين لتقديم ردة فعل قوية.
أهمية الفوز وتأثيره المستقبلي
على الصعيد المحلي، كان هذا الانتصار بمثابة طوق نجاة لبايرن ميونخ. فهو لم يوقف نزيف النقاط فحسب، بل أعاد جزءاً من الثقة المفقودة للفريق والجمهور. الفوز على منافس مباشر وقوي مثل لايبزيغ عزز من مركز بايرن الثاني في جدول الترتيب وأبقى على بصيص من الأمل في المنافسة على لقب الدوري، رغم صعوبة المهمة. أما على الصعيد الأوروبي، فقد منح هذا الفوز دفعة معنوية هائلة للفريق قبل مباراة الإياب الحاسمة ضد لاتسيو في دوري الأبطال، حيث كان الفريق مطالباً بقلب تأخره بهدف لضمان العبور إلى ربع النهائي. لقد أثبتت هذه المباراة أن بايرن، رغم أزمته، لا يزال يمتلك الروح القتالية واللاعبين القادرين على حسم أصعب المواجهات.
وبهذا الفوز، رفع بايرن ميونخ رصيده من النقاط، مقلصاً الفارق مؤقتاً مع باير ليفركوزن المتصدر، بينما تجمد رصيد لايبزيغ عند نقطته السابقة، ليتلقى ضربة في صراعه على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.