زيلينسكي وماكرون في باريس: بحث الضمانات الأمنية وخطة السلام

يلتقي الرئيسان زيلينسكي وماكرون في باريس لمناقشة الضمانات الأمنية طويلة الأمد وخطة السلام الأوكرانية، في خطوة دبلوماسية حاسمة لإنهاء الحرب.
نوفمبر 29, 2025
8 mins read
زيلينسكي وماكرون في باريس: بحث الضمانات الأمنية وخطة السلام

أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في باريس يوم الإثنين المقبل، في لقاء قمة يكتسب أهمية استراتيجية في ظل التطورات الميدانية والدبلوماسية المتعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية. يركز اللقاء على محورين رئيسيين: بلورة “ضمانات أمنية” طويلة الأمد لأوكرانيا، ومناقشة سبل المضي قدماً في “خطة السلام” التي طرحتها كييف لإنهاء النزاع.

خلفية دبلوماسية حافلة

يأتي هذا الاجتماع في سياق جهود دبلوماسية مكثفة تقودها أوكرانيا لحشد الدعم الدولي. فمنذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022، برزت فرنسا كداعم رئيسي لكييف على الصعيدين العسكري والسياسي داخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). وقد لعب ماكرون دوراً محورياً في تنسيق المساعدات الأوروبية، مؤكداً مراراً على ضرورة هزيمة روسيا دون الدخول في حرب مباشرة معها. هذا اللقاء ليس الأول من نوعه، بل هو استمرار لسلسلة من المشاورات الوثيقة التي تهدف إلى توحيد الرؤى بين الحلفاء الغربيين الرئيسيين بشأن استراتيجية دعم أوكرانيا وتحقيق سلام عادل ودائم.

أهمية الضمانات الأمنية لأوكرانيا

يمثل ملف “الضمانات الأمنية” حجر الزاوية في المباحثات. تسعى أوكرانيا للحصول على تعهدات دولية واضحة وملزمة من حلفائها، وعلى رأسهم دول مجموعة السبع (G7) التي تنتمي إليها فرنسا، لضمان أمنها على المدى الطويل. لا تقتصر هذه الضمانات على الدعم العسكري الحالي، بل تشمل اتفاقيات ثنائية لتوفير أسلحة متطورة، وتدريب القوات، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، ودعم الصناعات الدفاعية الأوكرانية. الهدف هو بناء قدرة ردع أوكرانية قوية تمنع أي عدوان مستقبلي، وتوفير جسر آمن نحو عضوية أوكرانيا المستقبلية في الناتو، وهو الهدف الاستراتيجي لكييف.

خطة السلام الأوكرانية على طاولة النقاش

بالتوازي مع المسار الأمني، سيناقش الزعيمان “خطة السلام” الأوكرانية المكونة من عشر نقاط، والتي طرحها الرئيس زيلينسكي لأول مرة في قمة مجموعة العشرين. ترتكز الخطة على مبادئ أساسية تشمل الانسحاب الكامل للقوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية المعترف بها دولياً، واستعادة وحدة أراضي أوكرانيا، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب، وضمان الأمن النووي والغذائي. وتعتبر فرنسا داعماً قوياً لهذه الخطة، حيث ترى فيها الأساس الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام شامل يحترم القانون الدولي وسيادة أوكرانيا. ويأتي هذا اللقاء في وقت يتجه فيه وفد أوكراني إلى الولايات المتحدة لبحث مبادرات سلام مشابهة، مما يعكس جهداً منسقاً لتوحيد الموقف الغربي خلف رؤية كييف للسلام.

التأثير المتوقع للقمة

تتجاوز أهمية هذا اللقاء العلاقات الثنائية بين باريس وكييف. فعلى الصعيد الإقليمي، تبعث القمة برسالة واضحة إلى موسكو مفادها أن الدعم الأوروبي لأوكرانيا ثابت ومستمر. كما أنها تمهد الطريق لقرارات هامة قد تُتخذ في قمم الناتو والاتحاد الأوروبي المقبلة. أما دولياً، فتسهم هذه المباحثات في تشكيل إجماع دولي أوسع حول ضرورة إنهاء الحرب وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مما يعزز من عزلة روسيا الدبلوماسية ويضغط عليها للعودة إلى طاولة المفاوضات بشروط عادلة.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

الكرات الثابتة: سلاح الهلال الخفي تحت قيادة جورجي جيسوس

فريق فيكتوري الإماراتي بطل جائزة جدة الكبرى للفورمولا 1 2025
Next Story

فريق فيكتوري الإماراتي بطل جائزة جدة الكبرى للفورمولا 1 2025

Latest from السياسة

أذهب إلىالأعلى