في خطوة استباقية تهدف إلى تعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، أعلن معهد البحوث والدراسات والخدمات الاستشارية بجامعة أم القرى، بالشراكة الاستراتيجية مع وزارة الحج والعمرة، عن إطلاق برنامج “رافد الحرمين” التدريبي، تمهيداً لانطلاق موسم حج عام 1447هـ. يهدف البرنامج إلى رفع كفاءة العاملين في خدمة الحجاج وتزويد الحجاج أنفسهم بالمعرفة اللازمة لأداء مناسكهم بوعي وطمأنينة، مما يضمن تجربة حج متكاملة وسلسة.
خلفية تاريخية وجهود متواصلة لخدمة الحرمين
تأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة طويلة من الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية على مر العقود لخدمة الحجاج والمعتمرين. فمنذ تأسيسها، أولت المملكة اهتماماً بالغاً بتطوير منظومة الحج والعمرة، مستثمرة موارد هائلة في توسعة الحرمين الشريفين وتطوير البنية التحتية في المشاعر المقدسة. ومع إطلاق رؤية المملكة 2030، اكتسبت هذه الجهود زخماً جديداً، حيث أصبح برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد أهم ركائز الرؤية، والذي يهدف إلى إثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين وتيسير استضافتهم وتقديم خدمات فائقة الجودة لهم.
تفاصيل برنامج “رافد الحرمين” وأهدافه
ينقسم البرنامج إلى مسارين رئيسيين مصممين بعناية لتلبية احتياجات مختلف الأطراف المعنية برحلة الحج:
- مسار تدريب الحجاج: يقدم هذا المسار 24 حقيبة تدريبية متخصصة بأكثر من 15 لغة عالمية، مما يضمن وصول المعلومة لأكبر شريحة ممكنة من الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم. ويشتمل على ثلاثة محاور رئيسة هي: “معايشة تجربة الحج” الذي يهيئ الحاج نفسياً ولوجستياً للرحلة، ومحور “النسك” الذي يركز على الجانب الشرعي والفقهي للمناسك، ومحور “الأنظمة والخدمات” الذي يعرف الحاج بالإجراءات المتبعة والخدمات المتاحة له.
- مسار اللغات للعاملين: إدراكاً للتنوع الثقافي واللغوي الهائل بين ضيوف الرحمن، يوفر هذا المسار برنامجاً تدريبياً مكثفاً للعاملين في قطاع الحج بأكثر من 35 لغة. يهدف هذا التدريب إلى كسر حاجز اللغة وتمكين مقدمي الخدمات من التواصل بفعالية مع الحجاج، وتقديم المساعدة والإرشاد، والتعامل مع الحالات الطارئة بكفاءة عالية.
الأهمية والتأثير المتوقع للبرنامج
يحمل إطلاق برنامج “رافد الحرمين” أهمية استراتيجية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. فعلى الصعيد المحلي، يسهم البرنامج في تطوير الكوادر الوطنية وتأهيلها وفقاً لأعلى المعايير العالمية في مجال الضيافة وخدمة الحشود، ويعزز الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والجهات الحكومية لتحقيق أهداف رؤية 2030. أما على الصعيد الدولي، فإن هذه المبادرة تعكس التزام المملكة الراسخ بتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، مما يعزز صورتها كوجهة دينية رائدة عالمياً. ومن المتوقع أن يؤدي البرنامج إلى رفع مستوى رضا الحجاج، وتقليل المشكلات الميدانية الناتجة عن سوء الفهم أو نقص المعرفة، والمساهمة في تنظيم موسم حج أكثر انسيابية وأماناً للجميع.
